اشهر قليلة, تفصلنا عن الانتخابات النيابية المقبلة, وقد بدا شعبنا, اكثر تماسكاً ووحدة, في مواجهة كل المخططات الرامية, للنيل من وحدته الوطنية, والتي قال فيها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه بالامس القريب, ابناء محافظة اربد, اننا «بروح الاسرة الواحدة المتماسكة, سنتصدى لأي جهة تحاول العبث بأمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية»..
فسر قوة الاردن ومنعته, في تماسك جبهته الداخلية, التي جعل الهاشميون منها أنموذجاً يحتذى, وصورة تشكل اروع المعاني وأنبلها, في صياغة علاقة متميزة, بين ابناء الشعب الواحد, والتي جسّدت على مر السنين, حقيقة راسخة, تجاوزت كل الشعارات..
فالخطاب الملكي رسالة الى كل من يهمه الامر, واشارة صريحة الى ضرورة تكاتف الجهود كافة, لتعميق نهجنا الديمقراطي, ورص الصفوف, لبناء اردن حديث, يتجاوز كل المعيقات, لتحقيق مستوى عيش افضل وكريم لكل الاردنيين, في المدن والارياف والمخيمات والبوادي.
وفي سبيل اشراك جميع فئات شعبنا في الاستحقاق الديمقراطي المقبل (الانتخابات النيابية) فقد وجّه جلالة الملك الحكومات المتعاقبة على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب, الشريحة الاوسع في مكونات مجتمعنا الاردني الفتي, للقيام بدورهم في حمل المسؤولية عن طريق اشراكهم في صنع القرار وانتزاع دورهم الحقيقي في بناء دولة القانون والمؤسسات.
وفي سياق الحراك السياسي والاجتمناعي، الذي تشهده المملكة تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة، وفي اطار التأكيد على دور الشباب، فقد كثف رئيس الوزراء سمير الرفاعي من لقاءاته بطلبة الجامعات في مؤتة والاردنية وآل البيت واعضاء في هيئة شباب كلنا الاردن والمراكز الشبابية في المركز الثقافي الملكي، للتحاور معهم وبأهمية الدور المناط بهم والذي يمكن ان يؤدوه في اثراء مسيرة العمل الديمقراطي، وعلى رأسها العرس النيابي المقبل، ليأخذوا دورهم في فرز اعضاء مجلس نيابي قادر على التفاعل مع المستجدات المحلية والاقليمية والدولية، وتبني افكارهم ومطالبهم، ضمن اسس موضوعية بعيداً عن العصبية المقيتة.
وفي اطار الامعان في دمج الشباب بالحياة السياسية، فقد آثرت الحكومة تشجيع الشباب على الانخراط في الاحزاب، بكونها الذراع الحقيقية للديمقراطية، فالانضمام لها يشكل حصناً منيعاً ومظلة دافئة لهم، يستفيئون بظلالها ويناقشون من خلالها, آمالهم وتطلعاتهم, فالاحزاب طريقاً رئيساً يبث روح المبادرة والتنشئة الوطنية, لاعلاء شأن الوطن وتقدمه ورفعته, في اطار برامجي وحضاري.
الراي.