هل تم اكتشاف المرأة حديثا كأحد المخلوقات الطارئة على الكرة الأرضية؟.
ما يأتينا ذات فتوى ملفعا ً بلباس الدين بشأن النساء، يتركك مصدوما تضرب كفا بكف وأنت تسأل عقلك وتستفتي قلبك باحثا عن أي جواب لاجتهادات متشنجة تصعق السوية الانسانية من جديد: فبماذا تهمنا فتوى إجازة ارضاع الكبير مرة ثانية بالسرنج أو بالإبريق أو بغيره: «اذا احتاج أهل البيت إلى رجل أجنبي يدخل عليهم بشكل متكرر»!.. هذا امتهان لكرامة الأنثى التي كرمتها الشرائع السماوية.
وما هو النصر المبين الذي تحقق بتحريم الرياضة على البنات في المدارس: «على أن ذلك اتباع لخطوات الشيطان الذي نهينا عنه نظرا لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب»؟!.
ماذا تفعل هذه الفتاوى بالدين..وماذا وراء اصطياد عقول الناس بتلك الألغام غير إشعال مساحات للفوضى والفتن؟ ألا يتساءل أصحاب هذا الخطاب « المعتدل والمستنير» إن كانوا ، بفتاواهم الفردية هذه، يتوجهون لنا كمسلمين بسطاء نوحد الله ، أم هي لمجتمعات خارج الكرة الأرضية ولمخلوقات لا نعرفها؟.
تستطيع أي امرأة أن تستشعر مدى الأذى النفسي من تشييئها بهذه الصورة حيال استسهال العبث بكرامتها ومحاولات نبذها لتبقى عالة على المجتمع.
ماالغاية من استسهال التحريم والتحليل الذي بات بابه مشرعا ً لكل من يحسب على فئة العلماء والأئمة والواعظين، أليس من قانون أو تشريع واضح أو مرجعية واضحة تحاسب المتطاولين على المعنى الأعمق للإسلام العظيم؟.
هل يمنح الإفتاء بكل تلك المجّانية؟ ألم تشغل أمهاتنا الأوائل أنفسهن بالعمل الجليل المفيد والوقوف على الأمور الكبيرة ، لم نعرف في التاريخ منهن مسكينة أو مهمشة أو قليلة حيلة، بل كن عالمات عاملات عاقلات حصيفات رياديات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية دون من يوقفهن ليدس العصي في دواليبهن.
انهم يخنقون الحياة. إذن ما بال علماء اليوم يشتغلون بالجزئيات ويحولون الكلمة إلى معول للهدم في يد أعداء الأمة المتربصين، فتضيع في تجاوز اللزوميات الصورة الكبيرة ويسهل الانقضاض على هذا الدين السمح؟.
المرأة. المرأة. المرأة. خريطة الكنز لكل من ضل طريقه إلى مآربه. انهم يخنقون الحياة وهي الوسيلة إلى التأمل والتسبيح وعبادة الله وتوحيده. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
الراي.