السياسة هي فن الحكم وأساليب إدارة الدولة داخليا وخارجيا. وفي السياسة الخارجية لا تعرف صداقة ممتدة ولا عداوة ممتدة وإنما هناك مصالح دائمة ومتضاربة وعلى هذا تبنى العلاقات بين الدول وتتأرجح بين الوفاق والاتفاق والتناقض والاختلاف ويدخل فيها المراوغة والكذب والتظاهر والتزاوج والتنافر وفقا لموازين القوى واتفاق المصالح او تضاربها ولا نستغرب التصريحات التمثيلية والغامضة او قول شيء وفعل شيء آخر ولا نستغرب الخداع والتذبذب والثبات النسبي فعالم السياسة مليء بالمفاجآت وولادة الأحداث المتباينة والخروج عن المبدأ وكثرة التغيير وسيادة الكذب والتدليس والباطل وهو امر مبرر ومفهوم ومعلوم من الأطراف الدولية ولا احد يعترض عليه.

وتمارس الحكومات على الصعيد الداخلي سياسات ومشاورات وتتخذ قرارات قد توفق فيها وتكون موضوعية وصائبة وتعبر عن واقع الحال بطريقة صريحة وصادقة فتكون مقبولة وتلقى صدى ايجابيا وقد تكون تلك القرارات مغلوطة او مكذوبة او متناقضة فتلقى صدى سلبيا وتؤسس لحالة من عدم الشفافية والمصداقية وانعدام الثقة وتخلق حالة من القلق وعدم التقدير والاحترام.

اذا كان الخداع والمراوغة والكذب مقبولا في السياسة الخارجية والعلاقات بين الدول على مبدأ التعامل بالمثل فإن الأمر غير مقبول على الصعيد الداخلي فالاصل ان تتعامل الحكومات بدرجة عالية المصداقية مع مواطنيها وان تعلمهم بالحقائق اولا بأول من خلال اعلام موضوعي وصادق حتى لا تفقد ثقة مواطنيها ووقوفهم الى جانبها.