كلمة (طز) الأصل والدلالة ..
أ.د. خليل الرفوع
31-05-2021 01:50 PM
اللفظة بشكلها ومعناها ليست عربية ولم تستعمل في اللسان العربي قديما، وهي بذلك تختلف عن كلمة تُوْز التي تعني الخلق الكريم، ورجل أَتْوَز: أصيل الخلق، فهي ليست متطورة عنها، بل هي مستعارة من اللغة التركية ومعناها فيها: الملح، وقد قُلِبَت التاءُ طاءً، ولقد استقرت دلالتها في الموروث اللغوي العامي بمعنى اللامبالاة لكنها لا تفيد التحقير.
وقد يحدد سياق استخدامها مدى دلالتها، أكانت في معرض المزاح أم الجد أم الغضب، وهل يقولها الإنسان مازحا لاهيا أم جادا غاضبا، ولمن يقولها أيضا؛ فقد يقولها الإنسان لصديقه فتكون دعابة، وقد تقال في لحظة جدال فلا يلتفت إليها من الجميع لأنها بالمعنى الشعبي ليست شتيمة.
وأما في حالة النائب فقد قالها لزميله ردا على كلام قيل له ضمن عدد محدود من النواب، وفي جميع الحالات لا تعني تحقيرا أو سخرية أو استهزاء بل قصد بها اللامبالاة وعدم الاكتراث، وهي بالتالي أقرب إلى العفوية التي يكثر استخدامها بين الأردنيين ولا يستوجب التلفظ بها عقوبة تفضي إلى اعتذار ممن يعملون في خدمة الأمة ولعلهم يسمعون كلاما أكثر قسوة وأشد إيلاما، خاصة أنها قيلت من زميل إلى زملاء له في جلسة خاصة، بغض النظر عن السياق المتوتر المستفز وإن كانت تحت القبة التي هي وما تحتها بيت للشعب، والغريب أن من ظن أنه أسيء إليه هو من يقرر العقوبة، فأضحى خصما وقاضيا معا.
* أ. د. اللغة العربية في جامعة مؤتة