انتهى العدوان الاسرائيلي على غزة بعد أن خلف خسائر كبيرة في الأرواح والمباني والجراحات البشرية وواجه أهلنا في غزة هذا العدوان الآثم بالمقاومة الجريئة والعزيمة والصبر والقدرة على التحمل ولقنوا العدو درسا قاسيا في قوة الرد وكثافته وشراسته حتى بات هذا العدو في ذعر وخوف وألم وانزلاق في اقتصاده وسياحته وحياته اليومية وفشل في تحقيق أهدافه في تهجير الشعب الفلسطيني بل على العكس من ذلك استمر هذا الشعب في صموده ووقفته الشجاعة امام كل التحديات والاعتداءات والغطرسة حتى أصبح مثلا يحتذى.
ولكن العدو الصهيوني كدائبه ما برح يمارس عدوانه الآثم على القدس والاقصى وسلوان والشيخ جراح متجاهلا كل الدعوات الدولية للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات. وهنا فإن على القوى الدولية وأصحاب الوساطات العربيه الذين تبنوا نهج التهدئة والهدنة مواصلة جهودهم لردع العدو عن ممارساته في القدس والا فإن هذه الهدنة ستبوء بالفشل.
العدو الصهيوني عدو جبان يحمل الاضغان ويسرق الأحلام ويقتنص الفرص لانه يتمتع بنيات حاقدة وهو لا يرغب في السلام بل انه يفتعل الأحداث تلو الأحداث حتى يحصل على مساعدات ومعونات مالية وعسكرية من اعوانه وعلى راسهم أمريكا التي تقف سدا منيعا وتشد ازر الصهاينة وتعطل مسيرة السلام مما يساهم مساهمة فعالة في اصرار هذا العدو على الاستمرار في صلفه وعدوانه.
لم نر موقفا عربيا او اسلاميا موحدا يخفف من حدة الهجمة الصهيونية بل اقتصر الأمر على الشجب والاستنكار والادانة دون اية خطوات عملية او أوراق ضاغطة وتصب في مصلحة القضية مما زاد حدة ووتيرة العدوان على الاهل في غزة وفلسطين.
ونحن الآن أمام المحنة الثانية في القدس والتي تنتظر حلا واذا لم تجد طريقها إلى الحل فإن الوضع سيشتعل مرة أخرى ويؤدي إلى نتائج غير معلومة المستوى.