ويحدث أن تشعر بأنك تريد أن ترحل بعيدا، لتعيد ترميم جدار روحك الذي هشمته الحياة. فجأة تشعر بمشاعر مختلفة عن أي وقت مضى. تكتشف أن الأحداث من حولك تشبه البيوت الرملية المتحركة.
شيء بداخلك يصرخ بك احترس، وترد عليه قائلا؛ أخرس! كوابيس متلاحقة تخبرك بأن لون الدم أحمر، ترتبك روحك حد البكاء، تنهض وتغسل وجهك. تختلط دموعك مع الماء، تتمالك رباطة جأشك، وتلصق ابتسامتك المزيفة، وتمضي مسرعا إلى مرسم الحياة تلتهم الطريق أطراف أقدامك، وعندما تصل تجد بأن الفوضى تملأ المكان، فجاءة تشعر بأن المكان يئن من الوجع، فقد عمل الرسامون طوال اليوم ولكن عند غروب الشمس تساقط طلاء اللوحات.
الفوضى من حولك تجعلك لا ترغب في سماع ما حدث
لم تعد تريد البحث عن حقيقة أي شيء، لا تريد معرفة التفاصيل، تتوقف عن البحث عن الاهتمام بغير المهتم.
تحاول أن تقنع نفسك بأن الأمور تسير بخير، رغم أن روحك تنتفض. قلبك ما زال يحاول أن يخبرك بهدوء أن كل شيء على ما يرام. عقلك يصرخ لا أريد أن يكون كل شيء على ما يرام أريد أن أشعر بجمال الألوان المنسكبة، بلوحة إبداعية للحياة.
تهمس لقلبك لا تطلب مني أن أكون بخير. وأنا لست كذلك، فذلك يشبه قيام شخص بالدوران حول نفسه ثم يقول بأن الجدران تتأرجح، لن ينفعه هدم الجدار وإعادة بناءها بنفس صيغتها السابقة.
عقارب الساعة تعود إلى الضرب في نفس الساعة،
وليس هناك مكان للسنوات فهي سريعة الدوران، ولا مكان لليل الملفوف في فراش الرماد.
تقرر التخلي والابتعاد، وعدم التمسك بالأشياء التي لا تصل. تقرر أن تذهب بعيدًا، تخبر نفسك؛ لا أريد أن أعيش كفستان مطوي بذراع واحدة لأن القماش لا يكفي. لا أريد انتظار الأشياء التي لا تصل. أريد أن أتنفس الحرية.
تبدأ في بناء عالمًا جديدا، يشبه الذي تريد العيش فيه.
تقدم اعتذار لنفسك عن كل مرة كذبت عليها وجعلتها تعيش الوهم، تعتذر عن كل مرة سكبت إحساسك بلا جدوى.
تمضي لتشكيل ورسم حياتك كما يجب أن تكون، في رحيلا حر يجعلك تعيش الجزء الفوضوي من شخصيتك، الجزء المتمرد، لتعود روحك بنقاء روح طفل، مهما بلغ عمرك.
ترحل نحو العالم الذي يحبك بندبات روحك بعقدك بحروبك وهزائمك، العالم الذي تتسع يديه لأحلامك وذراعيه لروحك.
a. altaher@youthio. com