العرب والمسلمون .. أي دمعة حزن لا لا
د. عائشة الخواجا الرازم
27-05-2021 10:19 AM
يلفت الإنتباه الساطع ثلاثة بنود أنجبها الربيع العربي الثوري التحرري، وهي تغيب عن بال الأمة ومفكريها والنخب، ولا يعود لمراجعتها هؤلاء . خاصة في فواجع فلسطين الآن كحصيلة لثورات عربية هبت لمناداة الحرية والشعب يريد .
الشيء الأول : الأجندات الثورية التي تم تداولها في الربيع اليعربي الفاخر ، وفوائد شعار الشعب يريد إسقاط النظام . والشيء الثالث : غياب فلسطين وحق شرفها نهائياً من بداية الحريق ضد الحكام ومع رفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام .
ولا أحد يتجاوز ذاكرة تربع النفس المتأسلم وريح القاعدة التي هيمنت على الربيع . لدرجة أن مباركة الغرب للأنفاس القاعدية كان ينتشر في العالم ، ويطمئن الثوار بأن السنة لا بد لعا من التفوق على الشيعة ، وفي نفس الوقت فلا بد للشيعة من التفوق على السنة ، وهكذا تمرد البركان الخامد في صدور الغافلين ضد بعضهم البعض ، ونالت إسرائيل سبق الارتفاع والتطاول على بحر الدم . وأنجب العابثون عائلة داعش ، تلك العائلة التي ربربت تغلغل كيان فاسق غاصب إرهابي ، قام على عصابات إرهابية إجرامية أصلا وفصلا وحتى الآن .
أنا شخصيا أحمل الربيع اليعربي الغافل القليل القيمة مسؤولية ما يجري من ضياع شامل لحق فلسطين وشعبها ، ومن تمرد الفاصب ووقاخته أمام العالم ، وانجذاب العالم لدعمه ورفده بالسلاح والموافقة على جرائمه وسرقاته .
الغريب أن الربيع تفوق ونال مباركة الغرب خلال ظهوره كامتداد متواصل بحبل سري لأجندة القاعدة التي لم تخدش يوماً عدواً غاصباً في فلسطين . إلا ما ندر من اختراعات إسرائيل بتفجيرات مطاعم وملاه يروح ضحيتها أفراد تستغني عنهم وتضحي بهم إسرائيل كوقود لتنفيذ مخططاتها الرامية لاستعراض خوفها ورعبها من القاعدة التي تبنت تفجيرات مركز التجارة العالمي فوصلت إسرائيل وأمريكا للرخصة العالمية لحرق الأخضر واليابس في الوطن اليعربي الخايس !!!
لقد تجلت الأطماع الفاحشة والدموية التي انتفت عنها أدنى المعايير والقيم القانونية في الشرع البشري ، تجلت في طحن الشعب الفلسطيني ومطالبه كاملة تحت أعين العالم الدامس النظر والعدالة المفقودة حتى آخر قطرة خجل ، بسبب تعملق الثوار الأشاوس بثوب الأسلمة ( لتشويه وتبشيع وتشليخ الدين الإسلامي وأهل الإسلامي ) ذاك الثوب الذي جهزته وخاطته الصهيونية وولاة أمعائها .
تغافل الربيع عن مصيبة العبث بمطالب الشعب ، حين حاد الربيع عن درب الاحتجاج والغضب على القساة الفاسدين ربائب الاستعمار الوحشي، وخضع لمخطط مرسوم ضد الدين والحق ولإضاعة فلسطين كاملة وتصفيتها بموافقة القوى الكارهة .
كانت قد بدأت التمثيلية بالقاعدة واختتمت على المسرح الرفيع الشأن بداعش التي هي أفحش في الوحشية ضد كل الشام والعراق وال...... ولم يفتتح لها حتى الآن فرع أو بقالة كفاح ومقاومة في فلسطين حتى الآن !!
بالنسبة للمسرح الكاذب الفاجر فقد قام مؤلف الأدوار فيه إسرائيل بدعم المنتج والمنفذ أمريكا صديقة الشعوب والتي أظهرت أنيابها علناً بالهمجية القاتلة الإرهابية الأولى بحق البشرية ، والتي وقعت صكوك الهمجية لنفسها فخورة ببشاعة جرائمها وبالأصالة عن نفسها دون وازع من محكمة جنائية نهائياً !!!
فالمسرح الإرهابي حضره ويحضره يومياً كل العالم ، منه من يدعي الحضارة والرقي والعدالة والحريات وحقوق الإنسان ، ومنه من يرفع شعارات المساعدات لرفع سوية الديمقراطية والحق الكرامة في البشرية !!! ولكن لا طرفة عين أو رمشة انتباه تؤدي وتشير نحو شعب الأساطير في العذاب . وهذا المسرح لا يتضمن أي حق عربي فلسطيني نهائياً ، ولا يتضمن اسم فلسطين في أجندة مقاولات الحريات والحقوق والكرامات ... فكيف سيتضمن دوراً صغيراً لحق تقرير المصير ؟؟؟
النخب العربية كاملة ، أغفلت مضاعفات ربيع الحرية ، ومآلاته الكارثية وما ولد من تدمير لجميع انواع التضامن العالمي ، حيث تعالت سكاكين داعش المرسوم باسم الدين ، خلال وبعد الربيع ، وانخفض سهم دماء الحق ..... القاعدة والواقفة والداعشة كلها تفتقر لزاروبة صغيرة في فلسطين تواجه الغاصب الإرهابي الأكبر ، فماذا يعني ذلك؟..
هب الثوار المتأسلمون بالتحليل والتنظير تحت عباءة الربيع اليعربي بأن انطلاق الثورات ضد الحكام الموظفين ،هو أساس الخطوة الأولى في الألف ميل باتجاه فلسطين وتحرير الثروات والاقتصاد العربي من أيدي الحرامية ، وساد التفاؤل والتصفيق والفرب يبارك ووسال الدم ، استبشاراً بالأفق وشرارة النور للتغيير !!!
ولم يتسن لمخ عربي أو منظر أو أديب او مفكر أو علامة ، أن يتذكر أو يذكر بالقضية العظمى التي من أجلها تمردت إسرائيل وضربت بعرض الحائط كل القيم والموازين والمواثيق ال... ! أستحي أن اذكر كلمة الدولية ... لأن الدولية انعدمت والعالمية انتحرت والعربية انتفت !!!
لم تحضر فلسطين نهائياً في شعارات الربيع اليعربي ،ولم تحضر إسرائيل نهائياً كمجرم حرب وسلم ودنيا ودين !!!
فحضرت داعش والقاعدة وإسرائيل في وجاهة الثورات حاملة تاج الربيع !!! ونحن ما زلنا ندبك ونتجلى ناسين محمد مرسي الشهيد الذي اختاره الشعب بالفعل ، كيف صعق الصهيون وصعق الغرب بأن قائدا حاكما مسلما حقا أفلت من بين براثنهم وفاز . فارتكبوا جرم التقتيل لجسده وأسرته ...تاركين الموت والدمار والقتل والمجازر والأقصى ... نعم اشتغل التيار الغافل من (المتأسلمين ) الأغرار ضد فلسطين مع إسرائيل . وناولوها ما لم يستطع مناولتها الغرب ...وهذه النتائج اليوم نحصدها بأكف الضحايا والأرض والعرض ولنا الله .
اقول : وهل حقاً كل من تسنم منصة وصفة الأسلمة في الفصائل والتنظيمات والقواعد والأحزاب هو مسلم يدين بدين السلام والعدالة والحق والمروءة والشجاعة والإنتصار للمظلوم والمهضوم في الأرض ؟؟
مع الأسف ويا خسارة ، حقاً كما أثبت هؤلاء الطائعون لارتداء صفة أسلمة مصنوعة من أعداء الإسلام ، هم فقط لتدبير الويل والثبور والحرق والقتل وعظائم الأمور في الدهور .
وهل افتقد العرب والمسلمون لقدرة الألفة والتأليف للقلوب لنصرة أنفسهم ، حتى يصنع لهم الصهاينة وقتلة الهنود الحمر ومجرمو ناجازاكي وهيروشيما جماعات متأسلمة تأخذهم أخذ عزيز غير مقتدر نحو الموت والهلاك ؟؟
ليس فقط ضياع فلسطين هو المصيبة الأعظم ، وليس فقط ضياع العراق وسوريا والأرض العربية بأسرها هي الكارثة التاريخية التي لن تذرف لها الإنسانية اي دمعة حزن لا... لا .. إنها تشطيبة الأمريكان والصهاينة والغرب أجمع على الأرض والسكان والمواطنين االأصليين والعربان وكل من سكن البنيان من مسيحيين ومسلمين ممسوحين على ثرى وطن اسمه الوطن العربي ، تحت ذريعة إنقاذ العالم المتحضر من براثن الهمجية والإرهاب الإسلامي المتوحش !!!
إنه المسرح المتقن الإعداد والممنهج الإمداد ضد البلاد والعباد ... !!! الذي هو المسوغ لعدم الشعور بالأسف والحزن وبالكاء علينا وعلى أرضنا وعلى حبنا للناس والحياة والسماء ... نعم ... وطالما تمكن هؤلاء الغافلون المتأسلمون من الصعود والوجود ، وتنفيذ ملفات التدريب والمال الصهيوني ، فلن يذرف علينا بشر في الهمجية والحرب الضروس اي دمعة حزن لا ... لا ... لا ... !!!