لا يليق بنا كأردنيين أولاً وأبناء قبائل ثانياً ان ندعي بأننا ضالعون في الحضارة والرقي والكياسة ونحن نسترقُ الخُطى إلى المئوية الثانية من عمر دولتنا الفتية بعقلية داحس والغبراء، ولا يليق بنا كاردنيين أنى كانت مشاربنا ان ندعي اننا من دعاة دولة المؤسسات والقانون ونحن نستعيض عن علم الدولة براية القبيلة والعشيرة.
وان على الاردنيين اليوم أن يعلموا بأنهم أمام خيارين لا ثالث لهما فاما ان تُحترم الدولةُ ومؤسساتُها وان يُحتكم إلى قوانينها ودستورها وان لاتُخدشَ هيبتها واما ان يعود الأردنيون إلى جاهليتهم الأولى فيمتطوا صهوات جيادهم ويمتشقوا حرابهم وسيوفهم وتُستحلُ دماء المستضعفين منهم.
يا ابناء هذا الوطن العزيز ان علينا أن نعي اليوم بأن هذا الوطن يمر بظروفٍ وتحدياتٍ بالغة الدقة والتعقيد إقليمياً ودولياً ومحلياً وبأننا مستهدفون جميعاً وطناً وقيادةً وشعباً وان هناك من يتربصُ بنا الدوائر وان صراعنا مع عدونا الأوحد يتطلب منا رص الصفوف والتعالي على الجراح ووحدة الكلمة والموقف والوعي والحذر فالعشائر هي مادة الدولة وخزان جندها وسيفها وسوطها والدعوة إلى الانفلات والفوضى والخروج على الأنظمة والقوانين والبحث عن الشعبويات في ظل وجود دولة المؤسسات والقانون بحجة محاربة الفساد وملاحقة الفاسدين هي دعوة جاهلة ومتخلفة ومنحرفة.