facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عن العجز الحزبي


بلال حسن التل
27-05-2021 12:07 AM

أكثر ما كشفت عنه جلسات العصف الفكري, وتبادل الآراء التي يقودها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز, بؤس الأحزاب الأردنية وفقرها على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات, باستثناءات قليلة لايقاس عليها, فالصورة الحزبية في بلدنا بالمجمل بائسة, إلى درجة تثير الحزن والشفقة.

إن ما يزيد من بؤس الحياة الحزبية في بلدنا, وواقع الأحزاب, مجمل المطالب التي أثارتها الأحزاب أثناء جلسات العصف الفكري, حتى إذا ما جمعت هذه المطالب شعرت بأنها طلبات «ذوي احتياجات خاصة» أو «أطفال خداج", وهذه صورة غير لائقة فما هكذا تبنى الحياة الحزبية.

لقد كان الطلب الرئيسي لجُل الأحزاب هو الدعم المادي من الحكومة, زيادة على ماهو مقدم لها الآن, مع أن جُل هذه الأحزاب لا تستحق هذا الذي يقدم لها, قياساً إلى ما تقدمه وإلى دورها في المجتمع, ومن ثم فإن العدل هو أن يقدم الدعم للأحزاب التي تحقق حضوراً برلمانياً, بحصولها على عدد من مقاعد مجلس النواب, بحيث يكون نصيبها من الدعم بمقدار حصتها البرلمانية, اما الأحزاب التي يقتصر حضورها على شخص ويافطة, وربما ندوة في السنة, فلا تستحق الدعم, ويصبح من الظلم صرف المال عليها, علماً بأن الأصل هو أن تعتمد الأحزاب على تمويلها الذاتي, من خلال رسوم انتساب واشتراكات أعضائها, ومن خلال تبرعات من يقتنع بطروحات الحزب وبرامجه.

وعلى ذكر الطروحات, فإن قراءة مقارنة لأدبيات مجمل الأحزاب الأردنية, ستقود إلى أنها تكاد تكون نسخة طبق الأصل, فجميعها مغرقة بالعموميات وبالشعارات حول الإصلاح السياسي والاقتصادي..الخ, لكن هذه الطروحات لا تقدم إجابة عن السؤال كيف؟ وكيف هنا تعني كيف سيحقق الحزب برنامجه؟ وكيف يتم الإصلاح الاقتصادي وغيره من أوجه الإصلاح؟ وهنا يتساءل الأردنيون أين هو الحزب الذي قدم برامج وخطط عمل تفصيلية قابلة للتطبيق, وإقناع الأردنيين بها لينظموا إليه ويتبنوا هذه البرامج؟.

غير التمويل المادي الذي طالبت به جُل الأحزاب, وهي غير محقة بهذا الطلب, فقد طالبت هذه الأحزاب بفتح الإعلام أمام الأحزاب, بل أن بعضها طالب بإلزام وسائل الإعلام بإفراد مساحات من صفحاتها او هوائها وبرامجها للأحزاب, وقد نسي هؤلاء أن الإعلام يبحث عن الخبر, وعن الحدث لتغطيته, لذلك فإن بعص الأحزاب تنال حظاً من التغطية الإعلامية حتى وهي في صف المعارضة, بينما تغيب عن الإعلام أحزاب مصنفة على أنها موالية, لأنه لا حدث لديها ولا نشاط, ومن ثم فإن خمولها هو المسؤول عن غيابها الإعلامي, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تفرد الأحزاب التي لديها وسائل اعلام مساحات لإنجازات الدولة وسياستها حتى تطالب بالمعاملة بالمثل؟.

ما أريد أن أقوله هنا هو: إن على الأحزاب أن تفرض حضورها الإعلامي, من خلال اثبات حضورها في الحياة العامة وأثرها على المجتمع, ومن خلال بناء مصداقيتها ببناء مصداقية رموزها وإلتزامهم بنهجها, فهذا هو طريقها نحو عقل المواطن الأردني, وكما يبدو فإن جُل الأحزاب عاجزة عن سلوك هذا الطريق.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :