الوسطية والإعتدال في فكر وفلسفة الدولة الأردنيةم. مروان الفاعوري
26-05-2021 12:12 PM
تحتفل الدولة والشعب الاردني في الخامس والعشرين من شهر ايار من كل عام بمناسبة عزيزة على قلوبهم جميعا الا وهي ذكرى استقلال الدولة الاردنية ، حيث يقف الاردنيون وقفة عز وافتخار بتذكر هذا اليوم بتاريخه بكل ما يحمله من تاريخ مشرف وكفاح من أبناء الاردن لاخراج العدو الغاصب من أرضهم ونيل الحرية والاستقلال، لهذا فالاستقلال مناسبة هامة فلقد جسد عمق الموروت التاريخي الاسلامي في الاردن و الامتداد الجغرافي الطبيعي مع محيط الجوار من مكه الى بيت المقدس وسياسة الانفتاح على ثقافات العالم المعاصر اضافة الى العقد الاجتماعي في بنية الدستور الاردني بمحتوياته ونصوصه جذور وعناصر فهم اساسي لفكر الدولة الاردنية منذ التأسيس حيث اعتمد الملك عبدالله الأول على ثلة من العلماء من مختلف البلاد العربية والاسلامية ممن اتصفو بالاعتدال وساهمو في وضع التشريعات والقوانين الوسطية فكان التعليم وسطيا والتشريعات وسطية والتدين وسطي والادارة وسطية والدولة وسطية - فهذه العناصر هي العامل المنظم والعقل المرشد والمرجع الموجه في نهج وتنفيذ الرؤى تجاه قضايا المجتمع وحماية مصالح الدولة الاردنية الداخلية والخارجية ، وفكر الدولة الاردنية يقوم على تنفيذ هذه النصوص والمحتوى في العمل والخطاب السياسي والاقتصادي والثقافي والديني والاجتماعي متكئا على الارث الهاشمي في تبني نهج الوسطية والاعتدال في الحكم وادارة المشهد العام من خلال تحويل هذه العناصر الى سياسات وبرامج عمل ونهج ثابت للدولة ، لقد صهر الدستور مكونات الشعب الاردني المختلفة والمتنوعة دينيا واثنيا ولغويا الى اسرة واحدة موحدة ومن خلال نهج الاعتدال الثابت وغير المتحرك في فكر الدولة الاردنية ، فمنذ التاسيس التزم الحكم في الاردن بثابت العداله وضرورة الحفاظ على القيم الروحية والعبادات كثابت من ثوابت فكر الدولة السياسي حيث يؤكد الدستور الاردني من ان دين الدولة الاسلام لهذا اذا كان الاسلام هو الثابت الاول فان نهج الوسطية والاعتدال هو الثابت الثاني الذي مهد بدوره التزام الدولة بنظرية التنميه والبناء لا الثورة والصدمه في احداث التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهكذا كانت عملية التغيير التي رعتها وشجعتها الدولة تتم بيسر دون اكراه بل بالذات من خلال الموسسة التعليمية ومن خلال القدوة الحسنة – لقد لعب الجيش العربي الاردني منذ تاسيسه دورا مهما في عملية التغيير من خلال تعميق القيم الدينية الوسطية في كافة وحداته من خلال الأئمة والخطباء المنتشرين في كافة وحداته العسكرية مما جعل الاردن حالة مميزة في الاقليم - المضطرب سياسيا - من حيث الاستقرار والعيش المشرك ومساحة الحريات العامة في التعبير وممارسة العبادة وحماية دور العبادة فالتوازن والاعتدال والعدل والمساواة ونشر قيم التسامح واشاعة روح العدالة الاجتماعية تجلى بشكل واضح في فكر الدولة الاردنية منذ التاسيس وعبر مسيرتها التاريخية الطويلة وحتى الان لقد حافظ فكر الدولة على القيم العربية والاسلامية وتطويرمفهوم الاسرة الى الاسرة الكبيرة من خلال مخاطبة ملوك الاردن الشعب الاردني باسرتي الاردنية من هنا .فالوسطية والاعتدال في القول والنهج والخطاب السياسي تجلى في المواقف الداخلية والخارجية مما اكسب الاردن مكانة اقليمية ودوليا في المشهد الحضاري والانساني – فهذا المثلث القائم على الاعتدال والعيش المشترك والتعددية - سياسة صلبة في عقيدة اسرة ال البيت الحاكمة منذ حكم الملك عبدالله الاول المؤسس الى تاريخ الملك عبدالله الثاني المجدد ، لقد جسدت المبادرات التي صدرت من داخل عقل الدولة الفكري والسياسي الاردني الاخيرة قيمة واضافة نوعية وتأصيلية لفكر الدوله المعتدلة والمتوازنة في الخطاب الوطني والعمل الدولي فمن رسالة عمان الى اسبوع الوئام الى كلمة سواء وقبلها حوار اصحاب الديانات هذه المبادرات تبرز بلا ادنى شك ان الاعتدال والوسطية هو نهج ثابت من ثوابت الدولة الاردنية وفكرها المستنير والذي يتماشا و يتوافق مع مزاج الشعب الاردني الموسوم بالاعتدال والوسطية ، لقد لعب هذا الثابت ادوارا مهمة ومفصلية - في ابراز صورة الاسلام الحقيقية وتصدى لجميع الهجمات والتجنيات ضد المسلمين وجسد هذا النهج خيرية الاسلام و هذا الدين العظيم الذي جاء رحمة للعالمين ، باليات ووسائل العصر الحديث في الممارسة والخطاب الرسمي والشعبي في الداخل والخارج لقد سعت الدولة الاردنية منذ النشأة الاولى الى تعميق مفهوم الاعتدال في بنية المجتمع الاردني فكرا وسلوكا وممارسة من خلال بث روح التسامح في المجتمع ورفض التطرف بكافة اشكاله ومسمياته وابرز صورة الاسلام المعتدل على المنابر الدولية وفي المؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية وفي الخطاب الدبلوماسي والسياسي الاردني العلني في هيئة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وغيرها من المحافل واللقاءات الدولية لهذا فان الايمان بالله واحترام القيم الروحية والتمسك بالمثل العليا والتسليم بحق كل انسان في الحياة الكريمة هي منطلقات اصيلة واساسية و انسانية في فكر الدولة الاردنية – فالاردنيون رجالا ونساء امام القانون سواء لاتميز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين وهم يمارسون حقوقهم الدستورية وملتزمون بمصلحة الوطن العليا وجميع دول العالم و المنظمات والمؤسسات العالمية الهامة تشهد بأن الأردن يكاد يتميز بين جواره العربي بالوئام الديني الذي نراه واضحا في سياسة الدولة الأردنية تجاه اصحاب الديانات الاخرى وخاصة الأخوة المسيحيين، فكل أبناء الوطن وفق نصوص الدستور متساوون في الحقوق والواجبات، وفي هذا ترجمة لسياسات آل هاشم منذ تأسيس الدولة الأردنية. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة