تخرج صحيفة مغمورة ، لتقول ان الاردن وافق على ان يرسل جنده الى الضفة الغربية ، والصحيفة "حولاء" وليس لها مصادر دولية.
تتفوق في الخيال ، حين تقول ايضا ان الاردن وافق على ان يكون %60 من عسكر الامم المتحدة ، من الاردن ، في حال ارسال قوات دولية الى الضفة الغربية ، وما اغرب هذه الصحافة التي تشدد دوما على عدم ذكر مصدر خبرها وتبني الفاعل للمجهول ، لئلا مصدر اصلا.
الاردن ليس من مصلحته ارسال جندي واحد الى الضفة الغربية ، فلماذا يريد البعض ان يحّول الاردن الى دولة لحدية ؟؟ ترسل جندها ، الى الضفة لتقتل الفلسطينيين وتجرحهم ، وتحاربهم ، فيطلقون الرصاص ايضا على العسكر الاردني ، وتمتد الفتن غربا وشرقا ، عند كل حادثة.
يشارك الاردن في قوات حفظ السلام في كل العالم ، غير انه لو ارسلت قوات حفظ سلام الى الضفة الغربية ، فالاردن ليس معنياً في هذه الحالة تحديدا بإرسال فرد واحد ، لاعتبارات كثيرة ، والاردن ايضا لامصلحة له بالتورط في ملف الضفة الغربية ، مقطعة الاوصال ، الغارقة بالمستوطنات.
موقف الاردن ليس دعائيا ، فالاردن لحساسيات كثيرة ، وحقائق جغرافية وتاريخية وديموغرافية ، ليس كياناً وظيفياً ، مهمته حراسة المستعمرات في الضفة ، وبث الامن والاستقرار ، والدخول في مواجهة مع شباب الضفة نيابة عن اسرائيل ، وهو يراعي في حسبته هذه موقف الاردنيين والفلسطينيين على حد سواء.
كلما خرج علينا مفكر عاطل عن العمل ، او متقاعد من اروقة "الخارجية الاسرائيلية" الرطبة ، وافتى بحل يراه مناسبا كالوطن البديل او اعادة الضفة للاردن ، اودمج الضفتين معا في صيغة جديدة ، او حتى التهديد باحتلال الاردن ، وترحيلنا اردنيين وفلسطينيين الى "الانبار" العراقية ، تبارينا في الرد ، وهي ردود لاتستحق ثمن حبرها.
اسرائيل وبشكل واضح ، لاتريد قيام دولة فلسطينية ، ولاتريد اعادة الضفة الى الفلسطينيين بشكل كامل ، ولااعادتها حتى للاردنيين ، وهي تعتبرها ارض يهودا والسامرا ، وهي ارض مقدسة ، لن ترتاح اسرائيل الا بتصفية من فيها ، وعند هذه النقطة يكون الخطر الوحيد هو التهجير ، وهو امر لاتمتلك اسرائيل وحدها مفاتيحه.
غير ذلك من قصص عن اعادة الضفة ، او دور امني اردني في الضفة ، او معلومات مفبركة عن مشاركة اردنية في قوات حفظ السلام ، قصص لاقيمة لها ، لان من يعرف العقيدة الاسرائيلية يعرف ان حتى هذه المخططات لاتناسبهم ، بأستثناء مخطط الترانسفير ، وحتى هذا المخطط سُيفشله الفلسطينيون ، واليد الاردنية لن تضغط على الزناد لقتل الفلسطيني.
البندقية الاردنية لن تكون خصما للصدر الفلسطيني ، شاء من شاء وابى من ابى.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)