في هذا اليوم يطيب الحديث عن الوطن ، نستذكر فيه مسيرة البناء التي قادها الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي سطّر التاريخ ونبض بنضاله من أجل الوطن محققاً السلام والعدالة وصناعة القرارات السليمة.
ونستلهم الحاضر بكل إشراقه المضيئة ونستشرف المستقبل بالإيمان والعمل والأمل ، الإيمان بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والأمل بغد مشرق للوطن ،والعمل الدؤوب والتخطيط من أجل نهضة الوطن وتطوره.
نحن نؤمن بهذه القيادة الممتدة إلى شرف بيت النبوة ،العزيز بأرضه الطهور القابضة في ثناياها على معظم إضاءات وتاريخ هذه الأمة .
في هذا اليوم وفي هذا الزمن الصعب نقرأ سيرة الوطن ،فالسيوف والرماح والأشجار والشهداء وسنابل القمح والجيش وطلاب العلم والمعلمون والمزارعون والعمال ،فهؤلاء هم الذين جسدوا معاني الكبرياء الوطني والشموخ القومي ،مؤكدين بناء وطن عظيم بقيادة هاشمية فيها سمات الوفاء والحكمة والشجاعة.
هذا هو وطننا الذي عمّره الطيبون الصادقون المخلصون الذين توسدوا الصبر والفقر دون أن تنحني هاماتهم إلا لله ،وكم اجتاحهم الغضب النبيل في سنوات الشح والقحط ،وقد لاذوا بكبريائهم من وجع الزمان وهم في وفائهم وإخلاصهم ممنعّون بالإنتماء والوفاء للقيادة الهاشمية.
الأردن عانى من ويلات عدم تخطيط الحكومات ومن ويلات الخصخصة التي قامت على المصالح الشخصية أو السياسية التي أدت إلى فقدان مقدرات الوطن بثمن بخس وإلى الوصول إلى تلك المديونية لكن لا بدّ من إعادة النظر في تلك القضايا ومحاسبة من كان سبباً في ذلك ، وإعادة التخطيط لنهضة الوطن وجعله يواكب الدول الأخرى بسواعد الشباب الذين ينتمون ويحبون الوطن ويعملون من أجل الوطن ومن أجل إسمه وليس من أجل إسمهم ومصالحهم.
يوم الإستقلال هو يوم من أيام الوطن الغالية، عرس أردني نرى فيه كل مدينة تلبس أغلى عباءاتها وتعد قهوتها العربية لإعز ضيوفها ،ولا تمضي السنوات هكذا دون أن تضع بصماتها في كتاب الوطن شاهدة على ما تحقق ودفاعا بحماس بصنع طموحات كبرى للمستقبل.
الوطن سيرة مباركة نجد فيه الأرض والتاريخ والمستقبل ،إذ نرى من صباحات الوطن الندية ما يرضى النفس فلا بد من جعل هذه الصباحات نشيدا نردده مع كل إشراقة شمس ونتوسده حرزا أمنياً عند كل غفوه لأن الوطن بكل أسفاره الجميلة حري بكل ذلك.
سنبقى على العهد يا وطني من الشمال إلى الجنوب ننسج غيوما من سنابل القمح ونشكل المستقبل القادم من قهوة الضيف وحلم السيف ،فالأحلام الكبيرة بالإدارة والتخطيط وتغيير النهج تصنع أوطانا عظيمة.
حمى الله الوطن ملكاً وشعباً ،وحمى الله الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين وكل عام والجميع بألف خير.