إن يكُن باب البطولات دمًــا.. فالجباهُ السّمر للجنّة بابُ
في الخامس والعشرين من شهر أيّــار عام 1946 نالت المملكة الأردنيّة الهاشميّة استقلالها، عن بريطانيا العظمى، وقد جاء هذا الاستقلال بعد جهود مضنية، بدأت بانطلاق شرارة الثورة العربيّة الكبرى عام 1916، حيث دحر الثوّار العرب العثمانيين من شرق الأردن، ثمّ استمرّ الثوّار بقيادة أنجال الشريف حسين بن علي بالزحف إلى دمشق، ودخلها الثوار عام 1918، وهناك حاول الأمير فيصل رحمه الله تشكيل أول حكومة في سوريا الطبيعيّة، التي تضم الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، بناء على وعود البريطانيين للشريف حسين بن علي.
إلا أن بريطانيا نكثت بوعدها للشريف، وبتوقيع اتفاقيّتي سايكس بيكو وسان ريمو تمّ القضاء على الحلم بالوحدة العربيّة، إلّا أنّه وبقدوم الأمير عبدالله بن الحسين وتأسيس إمارة شرق الأردن، سارعت بريطانيا بوضع الإمارة تحت انتدابها، ولذلك قامت عصبة الأمم المتحدة بالاعتراف بإمارة شرق الأردن.
وظلّت الإمارة تحت الانتداب البريطاني حتى عقدت معاهدة بين الأردن وبريطانيا تعترف بموجبه بريطانيا باستقلال إمارة شرق الأردن، وتبادلت معها السفراء وأبقت قيادة الجيش في يد كلوب باشا.
وهنا عقد المجلس التشريعي جلسة بايع بموجبها الأمير عبدالله ملكا على المملكة الأردنية الهاشميّة.
توالت التطورات السياسيّة وأصدر جلالة المغفور له بإذن الله الملك طلال دستور عام 1952، الذي لا زلنا نفاخر العالم به، ومن ثمّ تم تعريب قيادة الجيش العربي وطرد كلوب باشا على يد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال.
وهكذا تحقق الاستقلال بعد صراع مرير مع البريطانيين والعثمانيين، وتطورت المملكة الأردنيّة الهاشمية بقيادة الأبرار من بني هاشم، ابتداءً بالملك عبد الله الأول وإلى الآن في عهد جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله.
وبهذه المناسبة أتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات إلى قائدنا وملهمنا الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وولي عهده الأمين الحسين بن عبد الله رعاه الله، وإلى كلّ أردنيّ وأردنيّة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. وكل عام ووطنا وقائدنا بخير .