النائب هو ناخب من أبناء الشعب الذي اختار ان يمثل الشعب في مجلس نيابي منتخب مهمته وفقا للدستور الرقابة على أعمال الحكومة ومحاسبتها على مدى صحة مسارها وقراراتها التي ينبغي أن تصب في مصلحة الوطن وتوجيه الأسئلة والاستجوابات وصولا إلى طرح الثقة بالحكومة اذا لزم الأمر.

والمهمة الثانية صياغة التشريعات التي تكون منسجمة مع مصلحة الوطن وتمثل واقعه وطموحه وتؤطر للموضوعية والتقدم والازدهار.
النائب ينبغي حينما يترشح للنيابة ان يكون بوحي من حزب سياسي ينتمي اليه ويمتلك برنامجا واضح المعالم يطمح إلى إلى تنفيذه عبر تمثيله للشعب في مجلسه او ان يكون مستقلا يحمل رسالة يرغب في ايصالها عبر قيامه بمهماته في المجلس من خلال المناقشات والحوار وإصدار القرارات والقوانين.

ليست النيابة نزوة شخصية او رغبة ذاتية فارغة المعنى والمحتوى او وسيلة لحب الذات وإظهار النفس والبحث عن الشهرة او أداة لتلبية رغبات الآخرين في اتجاهات مغايرة للاستقامة ومصلحة الوطن.

المرشح للنيابة ليس ذاك الطواف الذي يجوب البيوت مستجديا الأصوات بالمخاجلة او مستغلا لصلات القربى والمصاهرة او مستخدما أدوات المصلحة والتنفيع ولا ذاك الذي يمد المال للحصول على أصوات الناخبين ولا الذي يقيم الولائم ويقدم الحلوى ليجمع الناس حوله فمثل هذا لا يرتجى منه نفعا لوطنه وسيكون اسيرا للمال ومستواه المنحدر.

لا نرغب في نائب يحمل عباءته على كتفيه طوافا بين الوزارات والدوائر الحكومية باحثا عن الوظائف لمقربيه ومستخدما الوساطات لتلبية مصالح غير مشروعة.

النائب المطلوب شخصية محترمة موضوعية متجردة تحمل هموم الوطن واشجانه وطموحاته وهي شخصية ذات ارادة وعزيمة تتحلى بالمصداقية وتحمل فكرا واعيا وثقلا سياسيا وفهما قانونيا واقتصاديا واجتماعيا وعملا غيورا ومؤثرا بعيدا عن المؤثرات الخارجية التي تجعل راىه مكبلا بارضاء جهات معينة على غير قناعة ورأي مستقل.

فهل سنرى نائبا في المستقبل يحمل هذه الأفكار ويتحلى بهذه المواصفات.