الثقافة المجتمعية في عصر السوشيال ميديا
إسلام جمال
25-05-2021 10:37 AM
أهمية التكنولوجيا الحديثة.
التكنولوجيا لها أثر كبير في الحياة وبالأخص في حياتنا اليومية لأنها تسهل علينا الكثير من المهام اليومية، حاليًا أصبح معظم سكان الأرض يمتلكون أجهزة التكنولوجيا " الهاتف المحمول-الحاسوب" وغيرهم من تكنولوجيا حديثة التي تسهل علينا الكثير من العناء، ففي فترة الألفية الثانية شاهدة البشرية تغير ملحوظ وتطور هائل التي سهل علي الجميع كالشركات والمصانع وأصبح بإمكان الجميع الاطلاع على خيرات الآخرين وتواجدهم المستمر والفعال، وكما أنه تم خلق فرص للشباب ولكل الأعمار المختلفة، وتلك العملية أصبحت تُدرس في المدارس والجامعات الكبيرة، ويتساءل البعض هل لها تأثير على الحياة اليومية بالإيجاب أو بالسلب؟
نعم عزيزي القارئ فالتكنولوجيا لها تأثير فعال على المجتمعات، بعد أن كانت منغلقة، فحاليًا نرى العالم كالقرية الصغيرة التي تنتشر على نطاق واسع من المعرفة بين الأفراد، ولها تأثير على الأفراد والأسر، ويتم فيها تداول الثقافات مما يجعلها منفتحة، ومنها نجد خبرات الآخرين ونتعلم منهم الكثير ونأخذ العبرة من الأشخاص المؤثرين في العالم، الذين يرون لنا الكفاح والمثابرة التي جعلت لهم كيان خاص بهم، هيا بنا لنتعرف على السوشيال ميديا بالأخص، التي تكون محرك أساسي في التكنولوجيا الحديثة.
أثر التكنولوجيا على المجتمع.
لقد كنا نلاحظ في القرون الماضية من الصعب أن يحصل اندماج بين شعوب العالم أو الجنس البشري ككل، نظرًا التباعد بين الشعوب وعدم الانسجام لاختلاف الثقافات التي تحدد شخصية كل أمة، ولكن حاليًا لاحظنا الترابط بين الجميع والتواصل المستمر وحدثت عملية ازدواجية الفكر بين الشعوب، ولقد تأثرت مجتمعات كثيرة بغيرها، وحلت التكنولوجيا دور الأفراد لأنها قد تؤثر عليهم، تأثيرات مفيدة في حياتهم، وقد تسلب منهم الكثير لأنها عملية تنشأ من ازدواج الأفكار، التي قد تجعلك تتيقن بالخير دائما أو عزيزي القارئ، لذلك هي بنا نعرف التأثيرات السلبية والإيجابية على المجتمع.
سلبيات السوشيال ميديا:
قد تؤثر بالسلب نتيجة الإفراط في حياتنا اليومية نتيجة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من اللازم دون فائدة، لأنه تم ضخ الكثير من الثقافات الغريبة، حيث ما يتم منعه وتحريمه من مجتمع، نجده مباح في مجتمع آخر ونحاول أن نقوم بتقليد تلك الثقافة التي تتنافى مع معايير مجتمعنا، وذلك يؤدي إلى نشر السموم في عقول شبابنا، نظرًا لما يقدمه ذلك المجتمع من سوء، وخراب بين أجيال المستقبل القريب، ولم يعد هناك فرق بين الأشخاص نظرًا لسوء الأحوال المجتمعية، لأن تلك الوسائل أدت إلى ظهور العشوائيات وأشخاص غير مرغوب بهم في الحياة، وتزييفهم لهويتهم لاستدراج الشباب ونزع الرحمة من قلوبهم وجعلهم مشردين ذات. جهل فكري، وأن يذهبوا إلى ما هو محرم في العادات والتقاليد المعروفة.
ولكن كل تلك السلبيات لا تعني بأنه لا توجد إيجابيات، فلولا وجود التكنولوجيا لكانت حياتنا مليئة بالجمود والتخلف، نظرًا للقرن الماضي الذي كان مليء بالخراب الذي ينتشر بين القارات عن طريق الاستعمار المدمر.
إيجابيات السوشيال ميديا :
على الرغم من وجود سلبيات ولكن تُطغي الإيجابيات علب سلبياتها لأننا الآن نعيش في حالة ابتكار والجميع يبحث عن أفكار جديدة ويقرأ ويتثقف من الآخرين، وتم توفير حاليا المزيد من فرص العمل للشباب، وعمليات التوعية في الشعوب والمجتمعات وباتت وسائل التواصل الاجتماعي نلعب دورًا هامًا لأي نظام حكومي في أي دولة تتواجد بها، حيث يتم بها عمليات التوعية ونشر الأحداث تلو الآخر، ويعلم الجميع لما يدور في الدولة والدول المجاورة وعرض القضايا ويتم فيها تداول الآراء ومحاولة إيجاد حلول سليمة دون أي عوائق، ولقد لاحظنا تطور ملحوظ في العالم من إنتاج وشركات عملاقة تستطيع صناعة أي شيئا ترغب في الحصول عليه، ويوجد تنافس كل يوم فيما بينهم لتحسين الجودة وبتكلفة أقل، فلولا التطور الهائل لما حدثت كل تلك الأشياء التي وفرت فرص عمل للشباب وتعليم أشياء كثيرة ذات منفعة للآخرين عن طريقها، ويتم شرح فيها كل شيء بالتفصيل، مما يسهل علينا الحياة دون أن نظل نفكر كثيرًا في أشياء بسيطة، وبات العالم في رُقي وازدهار ويتم مساندة الدول النامية، وتستطيع أي دولة أن تطور من نفسها عن طريق الابتكار وضخ المنتجات في الأسواق العالمية حيث باتت دول العالم الثالث تدخل في أسواق التنافس العالمية وترفع من شأن اقتصادها يومًا بعد يوم.
هل يوجد تأثير على الحياة الأسرية بواسطة السوشيال ميديا؟
لقد لاحظنا منذ مدة زمنية قصيرة أن المربي الأول للأطفال هو المنزل الذي يكون بمثابة المأوى للأطفال ثم بعدها المراكز التعليمية مثل "الحضانات-مراكز التنشئة الاجتماعية الصحيحة-ودور المؤسسات الأسرية للمحافظة على الأطفال – المدرسة"
حتى جاءت السوشيال ميديا بعد أمد طويل لتكون منبع لتربية الأطفال والأبناء ومنها تمت عملية التغير في أفكارهم والتصرفات التي كانت محدودة، نظرًا لانفتاحها أمام الكثير من المعالم الثقافية ومختلف الأعمار، حيث سيطرة الهواتف المحمول الشيء الأساسي بدلًا من التجمعات الأسرية التي كانت تحدث من حين إلى آخر، وقلة بينهم الحديث والأمور الشخصية التي كانت تعطي الثقة لهم ولأولياء الأمور، حتى حدت من ذلك التفاعل وجعلته يتراجع شيئًا فشيئًا، وذلك ما لاحظناه تلك الفترة الوضيعة، لأنه من قبل كانت تذهب الأخوة إلى بعضهم البعض ويشاركون بعضهم البعض في التفاصيل الحياتية، ولكن الآن تغير كل ذلك تمامًا لأنه تتم عملية الاتصال بالهاتف فقط، وهنا تم تقليص الدور الأسري فيما بينهم وحدثت فجوة كبيرة جعلتهم أشد غرابة ، وهنا حصل تغير جذري في العلاقة بين الآباء والأبناء، نظرًا لمشاهدتهم التلفاز كثيرًا والتأثر بما يُقال فيه، وعملية التواصل مع الغرباء وعدم الحديث مع الآباء أو الأبناء وتفضيل الأشخاص مجهولي الهوية، التي قد يسببون بعض الأزمات لنا دون أن ندري، نظرًا لتأثير العاطفة على مشاعرنا وجعلنا نفكر بدون عقل وانا نتبع ما يتماشى مع اهوانا، وأن يمضي الاهل بعيدًا عن أولادهم الذين يمنحون الاولاد الهواتف كي ينشغلون عنهم ويظنون بأن تلك راحة لهم ولكنها تدمرهم يوما بعد يوم، حتى تحدث خلافات ومشاكل كثيرة وتزداد أكثر فأكثر مما قلل العزيمة في الحديث الأسري، لأنها تهدد الأسرة نظرًا لعدم تحقيق الرابط العاطفي بين الأهل والأولاد، حتى جاءت تلك التكنولوجيا وعملت تنافر بين الأفراد وفضل الجميع العزلة عن الآخر وأن يبحث في المجهول، وجعلتهم يعرفون معلومات لم تتثنى لهم المرحلة العمرية لمعرفتها، وتلك الأشياء جعلت كل فرد في الأسرة يجلس منفردًا وحدثت عملية التفرقة مما أحدث الأمر تفكك أسري ملحوظ، مما أدى ذلك إلى إصابات الأبناء ببعض النوبات مثل الاكتئاب والقلق والانطوائية، وتفضيل الظلام على النور وأدى ذلك إلى قيامهم بالعزلة عن المجتمع، وذلك قام بالتأثير تدريجيا على المستوى الأخلاقي والديني نظرًا لما يتم قرأته من أقاويل لا تتناسب مع أعمارهم ولا ميولهم، مما يحدث اضطرابات داخلية وتنضج مع الوقت، وضعفت العلاقة بين الزوجين مما أثار الشك فيما بينهم، نظرًا لانشغال الزوج بالعمل والزوجة في المنزل وعندما يعود إلى منزله تنهال عليه الاتصالات مما يحدث فجوة بينهم، حتى تتم إثارة الشكوك وتلك الأمور أدت إلى خراب الكثير من المنازل وحدوث الكثير من حالات الطلاق، التي لا حصر لها ولكن كل تلك العيوب لا تعني بسلبية السوشيال ميديا، لأنها قد عززت الاتصالات بين أفراد الأسرة، لأنه يمكنك أن تُجري اتصالًا وأنت في أي مكان مما يسهل عليك العناء والقلق وتستطيع أن تطمئن عليهم في أي وقت تريده، وسهلت الكثير على ربة المنزل عن طريق القيام بأعمال كثيرة والأشغال اليومية وبسرعة تفوق القدرات التي تمتلكها البشرية، ويمكنها أن تقوم بعملية التسوق وأن تستفسر عن المزيد من الأعمال المنزلية في ثوانٍ معدودات.
كيفية الحد من أثر السوشيال ميديا على الأسرة.
نجد بعض الحلول للحد من تأثير السوشيال ميديا على حياتنا الأسرية، وأولها أن تعقد الكثير من النقاشات بعيدة عن السوشيال ميديا كالهاتف والتلفاز، وعرض الأفراد لمشاكلهم وهموهم دون أي عوائق أو فجوات تحدث فيما بينهم مع الآباء أو الأبناء بكل صراحة ممكنة كي تستطيع الأسرة أن تجد حلول بدلا من أن تظل المشكلة عالقة دون حل لها وبالأخص الأطفال، ومن المفترض أن نستمع للأبناء وأن نحترم أفكارهم المحدودة، لأننا قدوة لهم ونحن فقط من نستطيع أن نمد لهم يد المساندة وأن نزيل عنهم الهموم، ومن المحبب أن تخصص كل أسرة أوقات معينة لمشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية كالألعاب أو أي وسائل أخرى مثلما يحبون، وكذلك أن يشاركوا بعضهم البعض المزيد من النشاطات بين الأسرة وأفرادها مما يعزز عملية التواصل بينهم وتزيد المودة حتى لا يشعر أحدهم بأي ضيق، وعلى الأب أن يحصل على إجازة في يوم من الأسبوع كي يذهبوا إلى رحلة أو يسافروا كي يغيروا بعض الأجواء، حتى تتثنى لهم بعض الراحة النفسية ومنها نستطيع أن نجد التكامل الأسري واضح، لأنه تمت عملية التعزيز بين أفراد الأسرة وجعلهم يمرحون سويًا.
لذلك في نهاية مقالنا هذا، أريدك أن تعرف بأن لكل شيء إيجابيات وسلبيات، وعليك أن تعمل حساب كل خطوة تخطوها لأنك تكون مسئول من أفراد كثيرة، وليس أنت فقط، ومن المحبب أن تجعل عملية الصلة والتقارب فيما بين أعضاء أسرتك به أكثر مودة ومحبة، حتى لا تحدث أي من عمليات التنافر أو الشعور بالظلم أو عدم الرغبة في وجود أحد الأفراد، لان التكنولوجيا أثرت على تفكيرنا كثيرًا، وذلك بسبب تعدد الثقافات التي جعلتنا نفكر في أكثر من ملجأ ونحن لا نستطيع أن نصمد في مكان واحد، وبالأخص السوشيال ميديا لأنها قد يُنشر بها الأكاذيب وتضليل الكثير والكثير دون أن نكون على علم بذلك، ويجب أن نقوم بتشغيل عقولنا حتى لا تسقط في فى الهاوية أنت ومن تحب وعلينا التمسك بديننا لأنه تظهر طائفة من الناس تحاول نزع الإيمان من قلوبنا كمسلمين، ولا يجب أن نصدق كل ما نراه لأنه تحدث عمليات خداع كثيرة قد تُهلكنا وتبعدنا عن الله، وتحاول أن تجعلنا نتحرر من معتقداتنا وأن نتجه إلى الطريق الآثم الذي يكون فيه كل الشر والخبث، وهذا لا يعني بأنه لا يوجد خير، بل إنه يوجد خير ولكن أحاول أن أجعلك تدرك بما يقوم من حولك من أشياء قد تعرفها لأول مره، لذا قُم بتشغيل عقلك جيدًا، وعليك السعي بالخير دائمًا حتى يكون في صالح الأعمال عزيزي القارئ.