22 عاما من الحكم ويقف الأردن بحمى جلالة سيّدنا الى جانب إخوانه العرب
إيمان صفّوري
25-05-2021 10:35 AM
"إن القائد العظيم يقدم إمكانيات جديدة للبشرية جمعاء"
الأردن بتفاوت جغرافيته وتركيبته السكانية وواقعية نظامه وسلوكه المتّزن، وديعة عالمية يحافظ عليها المجتمع الدولي بكل أطيافه، لأن الأردن أهم مفاتيح الاستقرار الإقليمي الذي لا غنى عنه.
المملكة الأردنية الهاشمية، الاسم الرسمي للأردن، مملكة عربية تقع في غرب آسيا، على الضفة الشرقية لنهر الأردن في قلب الشرق الأوسط، وبالإضافة الى المنافذ البرية والجوية يمكن الوصول إلى المملكة الأردنية من خلال البحر الأحمر عبر ميناء العقبة الواقع في الطرف الشمالي لخليج العقبة. تبلغ المساحة الإجمالية للمملكة 89.342 كيلومتر مربع ، ويبلغ عدد سكانها 10.909.567 نسمة (تقديرات تموز 2021). والشعب الأردني يتمتع بالحيوية وباتساع طموحاته وتجاوزه التحديات بالتعليم والمواهب وما لديه من حافز لرفد خبرته ونقلها على امتداد الوطن العربي بل والعالم أجمع.
المملكة الاردنية الهاشميّة تعتبر بمثابة شبكة أمان حيوية إقليمية مستقرة في قلب صراعات الدول المجاورة. ونتيجة لذلك ، أصبح الأردن دولة مضيفة للاجئين الفلسطينيين من عام 1948 واللاجئين العراقيين في التسعينيات. كما ان وصول اللاجئين السوريين اتسم بنطاق غير مسبوق، اذ يوجد في الأردن أكثر من 654،692 لاجئًا سوريًا حتى يناير 2020 وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإن هذا الرقم يأخذ في الاعتبار فقط اللاجئين السوريين المسجلين في هذه المنظمة.
اتسم النهج الأردني بالتعاون مع اشقّائه عبر عقود عديدة وعلى امتداد أقطار الوطن العربي ، وبظلال سيّد البلاد القائد المفدّى جلالة الملك عبد الله الثاني وقراءته لمسار الدبلوماسية الأردنية عربياً وعالمياً خطى الأردن نحو تعميق روابطه الثنائية مع جميع البلدان والعواصم العربية، فمن من خلال الخبرة والحكمة و الرأي السديد حظي جلالة الملك بالتوافق الفاعل سياسيّا واقتصاديّا وأمنيّا ومن خلال شبكة علاقاته. حيث أن الملك عبدالله الثاني أضفى التآلف في علاقته مع دول المشرق والخليج العربي، حيث تنامت مكانة الأردن في الشرق الأوسط لاسيما فيما امتازت به العلاقات الأردنية - الخليجية حيث اندمج الأردن بهدوء وتلقائية في شبكة مجلس التعاون الخليجي بجوانبها الإستراتيجية والاقتصادية، وتلاقي المواقف تجاه التحديات الإقليمية وفي توحد منظورها في علاقاتها الدولية.
ان اطمئنان الأشقاء العرب للثوابت التي يحملها الملك عبدالله الثاني جعل شبكة علاقاته في توهج متصاعد منفتح على آفاق وآمال العالم العربي . وإنّ رؤية جلالة الملك لضرورة أن يسلك الأردن نهجاً عربياً جامعاً، لهي سمة بارزة في النهج الأردن الذي يضع على أجندته أولوية الحفاظ على حياة سكّانه وحقوقهم وتسوية النزاعات المحدقة به ونحو تحقيق تنمية شاملة مجتمعيًا وإقليميّا بما يتوائم مع تركيبه الدولة أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.
يؤدي الأردن مسؤولياته تجاه القضايا العربية الشاملة، من دون تحيز لطرف، متقبّلاً للاختلاف في الرأي والمواقف، مع الحرص على تبني الدور الإيجابي المفيد للجميع، وبذلك رسم الملك دبلوماسية حكيمة موزونة بخطواتها.
ساند الأردن الدول العربية في محناتها و في حمى قائد البلاد الملك عبد الله الثاني لم يغب الأردن عن قضايا وصراعات دول الجوار فمن فترة تفكك بغداد، وتحملت الأردن أزمة لاجئين بكل تحدّياتها ، واندلعت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية .ثم جاءت تفجيرات عمان التي أودت بحياة العشرات من أهلنا. ثم مر الربيع العربي. واحتملت الأردن المراحل جميعها. وثم حادثة الطيار الشهيد (معاذ الكساسبة).
والشأن الفلسطيني الذي بقي على سلّم أولويّات المملكة الأردنية التي لم تكلّ المملكة يوما عن الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومساندته بكل المحافل والمواقف. و كما يكرّس جلالة الملك جهوده الدؤوبة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية.
ويتسنى لنا الحديث عن الدور الإنساني النبيل الذي يقوده الأردن لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر تقديم أفضل الخدمات الطبية والمساعدة العاجلة للسكان، و عبر المستشفى الميداني الأردني القائم لخدمة المرضى والجرحى والمصابين في قطاع غزة . وماتم حديثا من صرف مكافآت مالية على حساب نفقة جلالة الملك لموظفي أوقاف القدس ، وتجهيز مركز في غزة لإجراء فحوصات كورونا واعطاء اللقاحات لمجابهته ، ومن اصلاح وترميم الأضرار في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف ، و الاستمرار بنقل المصابين في غزة ممن تتطلب حالاتهم استكمال العلاج في الاردن وإرسال اخصائيي الصحة النفسية للأطفال الى القطاع، ومواصلة تسيير قوافل المساعدات الأردنية عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والمساعدة بتسيير قوافل المساعدات من الدول الاخرى.. فالهاشميّون عنوان الإباء والعزّة والأردن هو العضد والوتين ورايته ستبقى خفَاقة بالكرم وأسمى المعاني.
22 عاما في الحكم ، مرت على سيّدنا.. نستمد منه القوة و الكرامة و العطاء. وما جرى في هذه الأعوام من قلق ، قتال، دول تبدّلت وتغيّر حمكها..وحروب في عواصم عربية لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن يكون المشهد فيها دامياً كما حلّ بها.
ظل سيّدنا في كل مشهد وكل زيارة القائد الفذّ يقود شعبه إلى الازدهار والنجاح ، مبتسماً حاملا أحلام الناس على راحتيه ، نستمد منه العزيمة والأمل. وإنّ من المؤكّد أنّ قيادة الملك عبدالله الثاني للأردن والإمكانات الدبلوماسية التي أدخلها جلالة الملك في مسار الأردن ساهمت كثيراً في تصويب الطموحات الأردنية الشعبية من العالم العربي، وكما وبإدارة الأزمات بصلابة وثبات، ويضع جلالة الملك سلامة الأردن واستقراره ومصالح شعبه فوق كل اعتبار.
وعلى مختلف الأصعدة، يحرص جلالة الملك على التنسيق والتشاور المستمر مع أشقائه من القادة العرب لتعزيز العمل العربي المشترك، على المستويات كافة. كما يحظى الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بمكانة متميزة دوليا، نتيجة السياسات المعتدلة والرؤية الواقعية إزاء القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب الجهود المبذولة لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ويحيي الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار الجاري، الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية
وفي هذا اليوم الخالد، نستذكر بكل فخر واعتزاز سيرة ومسيرة وطن بني بالعزم والإرادة والإصرار
وتستمر المسيرة بحمى جلالة الملك المفدّى قائد البلاد .. سلم لنا "سيَدنا" لواء ينير دروبنا بالفخر والعزَة والإباء".