في عيد الإستقلال الخامس والسبعين
القس سامر عازر
25-05-2021 10:20 AM
إنَّ من حسنِ الطالعِ أنَّ الشعوبَ تسعى لتحقيق مصيرها واستقلالها، لأنَّ في ذلك عنوانَ وجودِها وكرامتِها وتحقيقِ تطلعاتِها نحو بناء دولتها بكافة مؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية والإقتصادية من أجل توفير الحياةِ الكريمةِ لمواطنيها وأكبرِ قدرٍ من الحرية وحقوق الإنسان والعدالة.
وبنظرة سريعة إلى المائة عام المنصرمة نرى معجزة ولادة الدولة الأردنية الهاشمية المنبثقة عن الثورة العربية الكبرى بقيادة الملك المؤسس المغفور له الملك عبد الله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه، والذي استطاع بحكمةٍ وحنكةٍ سياسيةٍ وإداريةٍ أن يجمعَ حوله كافة العشائر الأردنية المسلمة والمسيحية وكافة مكونات الشعب الأردني وأنْ يقود مسيرة النهضة الأردنية التي تحققت بإعلان وثيقة الإستقلال في الخامس والعشرين من أيار للعام 1946، مما أثلج القلوب وأبهجها، وتُوِّجَ إنجازُها بِوضْعِ الدستورِ في العام 1951 في عهد المغفور له الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه. هذا الدستور الذي ساوى أمام القانون جميع الأردنيين من شتى المنابت والأصول. تبع ذلك تعريب قيادة الجيش العربي في العام 1956 بقرار تاريخي جريئ وحكيم من باني الأردن الحديث المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والذي بتطويره وتحديثه صان الإستقلال وحافظ على ثوابت الدولة الأردنية وحمل رسالتها أبعد من حدودها في تعزيز السلم الأهلي في العديد من البؤر الساخنة حول العالم وفي تقديم الخدمات الطبية والإغاثية خصوصاً على أرض فلسطين التاريخية.
واليوم يكمل المسيرة جلالة القائد المفدى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم والذي أظهر اقداماً وجرأة منقطعة النظير في الدفاع عن المصلحة الوطنية الأردنية العليا، وفي التعاطي مع قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية المركزية، قضية فلسطين، ودرتها مدينة القدس الشريف بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، مخلداّ بذلك دروساً عصماء في الوقوف على الثوابت الأردنية، ولاءاته الثلاثة ودعم صمود الشعب الفلسطيني، ونضاله وحقوقه المشروعه، وكذلك الدفع بالإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تدفع بمسيرة النهضة إلى المجد والسمو.
واليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى الوطنية الغالية على قلب كلِّ أردني مستذكرين تاريخ الآباء والأجداد وتضحياتهم الجسام في تسطير أردن العزِّ والكرامةِ، يجدر بنا أن نحافظ على هذه الأمانة التي أوصانا بها الحسين طيب الله ثراه، وهي الأردن، واستقلاله، لأنها وديعة علينا أن نحافظ عليها لحاضرنا ولمستقبل أولادنا، ضاربين بيد من حديد على كلَّ من تسوِّلُ له نفسه العبث بأمن الوطن ونهب مقدراته والمس بنسيجه المجتمعي ووئامه الديني الذي شكل نموذجاً مميزاً نفاخر به الدنيا مفاخرتنا بقيادتنا الهاشمية المظفرة، الوصي الشرعي والوحيد على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.
كل عام والأردن واستقلاله بألف خير