بدافع الحب الذي كبرنا ونحن نتجرع عشق الوطن ، نحتفل كل عام باستقلال الأردن ونحن نفخر بالتاج الهاشمي الذي لطالما كان مصدر سعادة واعتزاز الجميع ، هذا المكون السياسي الذي جعل منا اكثر قوةً وعزيمة ، وبالطبع فان منظومة الوطن والمواطن الاردنية تمتاز عن غيرها من مكونات المجتمع والدول.
فالحب الذي عرفناه ليس بدافع الرغبة او المصلحة بل هو مغروس في نفوسنا ، نحب وطننا بالفطرة فنحن قبل ان نعيش فيه يعيش في قلوبنا وتنبض به القلوب ما حيينا، نعم للشجر والحجر قصص وللتراب المخضب بدم الشهداء ملاحم من البطولة والتضحية ، لم تمنعنا كل القوي الظلامية من فداء الوطن بالغالي والرخيص ، ولم يستطيع محور الشر من الفاسدين والناهبين لخيراته والحاقدين على عليه ان يفسدوا تلك العلاقة المقدسة مع الوطن وقيادته الرشيدة.
الاستقلال تاريخ ويوم وقرار لكنه يعيش للأبد، فيه روح الشرفاء تجسدت وعبق الإيمان الذي ورثناه منهم يتجدد كلما اشتدت المحن ، عندما استقل الاردن عن المستعمر وأصبح صاحب الارادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحرة عرف الجميع ان لهذا البلد شأن كبير فهده أرض الحشد والرباط ، الأردن الذي كان ولا يزال بيت العرب كل العرب برسالته الخالدة يدافع عن المقدسات ويحمل كل هموم الامة العربية والإسلامية ، قيادتنا الحكيمة لم تتوقف يوما عن الايمان بالاردن وأهله ، فهم أصحاب القلوب الكبيرة ، اهل الشهامة والمروءة،أصحاب اليد البيضاء في كل مكان نزلوا فيه وعرفوا بأنهم اردنيون ، لأننا جميعا كمواطنين تجمعنا عقيدة حب الاردن.
استقلالنا له هيبة خاصة فالقصة ليست مجرد احتفال ، بل هي بداية الدولة برجالات عرفوا معني الوطن وضحوا من اجله ، ان ما يجب ان تعرفه الاجيال اننا اصحاب كرامة وهيبة لا تكون الا بالحفاظ على وطننا الغالي، لنتحد بقوتنا وشبابنا ونحارب كل المعتدين من اصحاب الاجندات المشبوهة والمتنطعين من الاشاعات والهدم المنظم من كل اصحاب النفوس الضعيفة الذين باعوا انفسهم ومبادئهم ، ولتكن احتفالاتنا بتجديد العهد مع الوطن وقيادته من آجل مستقبل افضل ، حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب وعاش الاردن.