اعلن استقلال المملكة الاردنية الهاشمية في يوم 25مايو عام 1946 م وفي مثل هذا اليوم اجمع المجلس التشريعي بالنيابة عن الشعب الاردني بقراره التاريخي على اعلان البلاد الاردنية دولة مستقلة استقلالاً تاماً مع البيعة لسيد البلاد ومؤسس كيانها وباني مجدها وريث النهضة العربية الكبرى عبد الله بن الحسين المعظم ملكاً دستورياً وهو يعلم حق العلم بأن حظ جلالته الهاشمي من الجهاد القومي في الحرب والسياسة المع من التاج والصولجان.
ولم يكن ذلك القرار وفي معناه الا معبراً عما يكنه كل اردني من عظيم الولاء وصادق الشكر والامتنان لعميد آل البيت الهاشمي، أن أبناء الاردن الميامين ما عنوا من هذه البيعة الا تجديداً لها فقد بايعوا جلالته وبايعوه يوم وطأت اقدامه تراب بلادهم وعاهدوه ان يكونوا له الجنود الاوفياء المتفانين في تحقيق الهدف الأسمى الذي رمت اليه نهضة العرب الكبرى وضحت في سبيله ثروثهم التحريرية في الحرب العالمية بزعامة المنقذ الاعظم ساكن الجنان الملك حسين رحمه الله واخذ بيد ورثائه من آل البيت أشرف بيت العرب واطهره.
ان المملكة الاردنية الهاشمية التي تحتفل من اقصاها الى اقصاها بهذه الذكرى العزيزة لتجدد في كل مناسبة من كل عام منذ عهدها الاول الوفاء والاخلاص الى العرش الهاشمي الذي تسعى اليه هدف النهضة العربية الكبرى.
ان كان التاريخ يعيد نفسه فإننا أمام عودة رائعة من عودات التاريخ وان ذكرى استقلال المملكة الاردنية الهاشمية لتورد الى الخاطر معاني هذا القول القديم : كما تورد الى الدهن ثبات العرب في التاريخ ولا سيما وثبات الهاشميين.
فالمملكة الاردنية الهاشمية منذ عام 1922م تتمتع باستقلال ذاتي جاء ثمرة من ثمار الجهاد الذي حمله صاحب الجلالة الملك عبد الله طيب الله ثراه ولقد تدرجت هذه المملكة الفتية منذ ذلك التاريخ في معارج هذا الاستقلال حقبة بعد حقبة ومرحلة بعد مرحلة تمكن لنفسها من آيات الحضارة وتمهد بيديها عوامل الرقي حتى كان عام 1946 م حين استكملت هذه الاسباب كلها فظهرت بين الامم دولة فتية ناهضة قوية . وانها للذكرى ما نحتفي به اليوم.
ان وثبة العرب الحاضرة هي الوثبة من الوثبات المتعاقبة في التاريخ شغلت الاؤلى منها عصور ما قبل الاسلام يوم أقام العرب دولاً وامارات في جزيرة العرب والهلال الخصيب ،كان لها أثار باقية في الادب والشعر والعمران وكانت الثانية وثبتهم الكبرى يوم شغلوا الدنيا خمسمائة عام في حضارة تقوم على دين بشرٍ دين محمد صلى الله وعليه وسلم .أما الثالثة فهي التي نقف لها نحن طليعة لها فإذا رجعنا بحق الى اليوم الذي اعلن فيها الحسين بن علي طيب الله ثراه الثورة العربية الكبرى على رؤوس جيوش عربية.
فأذا نحن ذكرنا المملكة الاردنية الهاشمية اليوم كواحدة من الممالك التي نظاماً عربياً لا تشوبه شائبة يقوم على اساس توحيد كلمة العرب ورفع شأنهم بين الامم والمضي بهم صعدا في معارج الكمال والرقي.
ولقد سارت هذه الدولة سيرة راضية في السلم فكانت بما تمتعت من طمأنينة مضرب المثل في الترقي والتقدم وسارت سيرة آمنة فتوسعت عمرانها وازداد انتشار العلم فيها وتقدمها بجميع المجالات ولكني ركزت على العلم لأنه يبني الانسان والاوطان.
فالاردن بقيادة هاشمية حكيمة تتربع في بحبوحة من العيش لا مثيل له ولقد دلت اجراءات الحكومات المتعاقبة في ايام الشدة على انها تسير بهدى حكيم فترفع الشدة بما تتخذه من تدابير اجتماعية حكيمة ومتابعة حكيمة من الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.
ولا ريب ان المملكة الاردنية الهاشمية لتتمثل شخصية عظيمة هي شخصية الملك العظيم فإذا تحدثنا عن الامن الذي تتمتع به البلاد فإن يدٌ كريمة هي التي اقرته وان تحدتثا عن العلم والعمران فإن فكره الثاقب فصاحب الجلالة وصاحب اليد الطولى في نهضتها الحديثة الراسخة وإن جلالته ما يزال يحمل راية هذه النهضة إزاء ارثه العظيم للنهضة العربية التي بدأها جده جلاله الحسين من قبل طيب الله ثراه.
وأنتم يا أبناء وطني العزيز اشارككم الفرح والابتهاج بهذا اليوم العظيم وأضم صوتي الى صوتكم بالدعاء بأن يحفظ مليكي العظيم والوطن وأن نبقى جنوده الاوفياء كما كانوا اجدادنا وآباءنا من قبل وبإذن الله سنبقى على العهد.
وكل عام وأبا الحسين وجيشه العظيم بألف خير