يعتبر الأردن من الدول الأولى في تقديم خدمة الكهرباء لمستخدميها بالرغم من أسعارها المرتفعة جراء الخصخصة وغيرها ،إذ قلما نجد خللاً يجعل الكهرباء تقطع لفترات طويلة قياساً للدول المجاورة التي تعاني من حروب وويلات ، وإذا أرادت الشركات المقدمة للخدمات أن تفصلها عن مستخدميها تقدم إنذارا مسبقاً لقطع الخدمة من حيث تحديد اليوم والساعة مع العذر أغلبها لغايات الصيانة أو المشاريع الكبرى ، لكن ما حدث قبل أيام وشمل جميع أنحاء المملكة ،جعلت المواطن يتسائل عن السبب والخلل الذي سبب في تلك الحادثة، وخاصة بعد سماعهم تصريحات وزيرة الطاقة التي عرضت بيع الكهرباء لدول الجوار ووصل بها الأمر أن تعرض بيعه لأوروبا .

ويسود الأردن في هذه الأيام جدلاً كبيراً حول سبب إنقطاع الكهرباء في البلاد ،كما أن البرلمان الأردني فتح تحقيقاً بهذا الشأن ، حيث إجتمعت لجنة الطاقة النيابية في الأردن مع المعنيين في قطاع الكهرباء لبحث الأسباب .

ويخرج مدير عام شركة الكهرباء الوطنية الرواشده حول فرضية أن يكون طيراً هدّى على خطوط الكهرباء تسبب بتذبذبها وبالتالي إنقطاعها عن الأردن يوم الجمعة الماضي ، وأورد مثال الطير الكبير ،لأن أوروبا على سبيل المثال دائما بها خلاف كبير بين القائمين على الكهرباء والقائمين والحريصين على البعد البيئي لحماية هذه الطيور الكبيرة جدا ، حيث أن هذه إذا تعرضت لخطوط الضغط العالي تموت فورا ، وعند الرجوع إلى الوراء ربما يكون سبب خصخصة مقدرات الدولة وفسادها في الأردن عن طريق البحث والتقصي في مكافحة الفساد نجد أن سببها طيراً أو ثوراً ،عرض مقدرات الدولة للخصخصة بثمن بخس ،وربما يكون كذلك سببا في المديونية التي أرهقت المواطن الأردني وجعلته يعيش في أزمة خانقة إضافة إلى وباء كورونا .

كل هذا جعلنا وجعل كل مواطن يعيش ويعاني من أكثر من وباء ، وباء كورونا الذي أزهق العديد من الأرواح ووباء تصريح المسؤولين ووباء الفساد ، نتمنى من كل مسؤول أن لا يصرّح تلك التصريحات إحتراما لعقولنا بداية من الضبع والحمار وخط ربط الأنترنت الذي قُطع في البحر المتوسط إلى الطائر الخارق الجارح .

وفي نهاية المطاف نطالب الحكومة أن تفتح تحقيقاً واسعاً في تلك الحادثة، وكنا نتمنى أن تقدم وزيرة الطاقة إستقالتها إقتداء بزميلها معالي العبيدات ، ومحاسبة من كان سببها سواء كان سياسياً أو تقنياً لأن فصله لساعات أكثر ربما سبب كارثة عميقة كحادثة مستشفى السلط لا يحمد عقباها وخاصة من هم تحت أجهزة التنفس أو العمليات الكبرى ، نحن نعيش ونحتفل بالمئوية الأولى للدولة كنا نتمنى أن يكون الأداء أفضل وليس للوراء .

حمى الله الأردن ملكاً وشعباً ، وحمى الله الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين .

والله من وراء القصد