استقلالنا رمز عزتنا .. وأساس تماسكنا
فيصل تايه
24-05-2021 11:05 PM
يحيي الأردنيون بمزيد من الفخر والاعتزاز العيد الخامس والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية ، الذي يصادف يوم غد الثلاثاء ، ليجدد الأبناء والأحفاد مسيرة آبائهم وأجدادهم الذين حملوا مبادىء الثورة العربية الكبرى ، والتي كان الأردن وما يزال وسيبقى وريثها السياسي وحامل مبادئها ، ليكرسوا معانيها في النهضة والحرية والبناء والتقدم والازدهار ، متحملين مسؤولياتهم تجاه وطنهم وصون مكتسبات الاستقلال ، ومتطلعين بعزم وثقة إلى المستقبل الأفضل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .
هذه الذكرى العطرة تأتي هذا العام وما زلنا نعيش ظروفاً استثنائية انبثق عنها ازمة صحية خانقة عاشتها الانسانية جمعاء ، والتي لم تشهد لها البشرية مثيلا منذ قرن ، فرضتها جائحة كورونا ، حيث ما زال هذا الفيروس اللعين يتسلل الى اردننا العزيز ليهدد أمننا القومي ، لكنه لن ينسينا مناسبة غالية تتمثل "بعيد الاستقلال" الذكرى المجيدة التي شكلت منعرجا تاريخياً في بناء الدولة الاردنية الحديثة ، لكننا سننتصر عليه "بإذن الله" ، بارادة ووعي الأردنيين جميعاَ ، فلن نستسلم في كل الظروف والاحوال في مجابهة هذا الخطر الداهم .
هذه الذكرى المباركة تأتي هذا اليوم ليؤكد الاردن فيها موقفه الرسمي الثابت والواضح ، حيال القدس والقضيّة الفلسطينيّة وانه موقف معلن ويسهم على الدوام بوضع القضية الفلسطينية في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي ، فقد عمل الاردن على دعم الأشقّاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة ، بغض النظر عن تفاصيل صفقة القرن المزعومة ، فلا تنازل عن الثوابت ، وسيواصل الأردن دوره بموجب الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، فالقضية الفلسطينية قضية اردنية فلسطينية عربية عالمية مشتركة.
الخامس والعشرون من أيار هو انتصار إرادة العرش والشعب التي جسدت أسمى معاني التلاحم من أجل الحرية والكرامة ، وانطلاقة معارك البناء والتنمية ، وبناء المجتمع الأردني الديمقراطي الواحد ، وهي ذكرى عظيمة تستوجب وقفة تأمل في تاريخ الأردن الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة في الذود عن المقدسات ، وبرهانا على إجماع كل الأردنيين وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز التحديات وهي دليل على التشبث الوثيق بالوطن ، في سنة جديدة ولكنها صعبة لتأتـي و تحمل معها هذه الذكرى العطرة .
الخامس والعشرون من أيار ليس حدثا عاديا ، بل هو تتويج فعلي لإنجازات هذا الشعب بهمة رجاله وتضحياتهم في إطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب الأردني وقواه الحية ، وذلك في أفق مواجهة تحديات الألفية الثالثة ، واستنهاض للحاضر والمستقبل ، وكسب رهانات التنمية ، فمن حقنا أن نعلي الرايات لتبقى شامخة في ذكرى الحدث الكبير لترقى إلى منزلة الأطوار الكبرى في تاريخنا بل إلى أعلاها ، والتي هي ذات أثر كبير في نفوس الاردنيين وعقولهم وإحساسهم ورؤيتهم لمستقبلهم ، فعلى هذا الأساس يجب إعادة تمثل ذكرى عيد الاستقلال باعتبارها من قبيل استرجاع الماضي واستدعاء المستقبل في سياق واحد جامع محفز مشجع للأردنيين جميعا على مزيد من العطاء والبذل.
في الخامس والعشرين من ايار نقف وقفة واحدة ، للتشبث بالأبعاد الفعلية والأبعاد الرمزية لعيد الاستقلال ، الذي يسهم كل عام في دفعنا من جديد نحو واجهة المستقبل المشرق للأجيال ، بل ويسهل علينا الإسهام الإيجابي في نظرتنا للحياة ، ويمكننا من الاطلاع بمسؤوليتنا الوطنية في هذا النطاق ، لان الاستقلال قائم على الإيمان بهذا الوطن ، متعاهدين على التضامن الذي يدعم الصلة بين كل الأردنيين بكل ألوانهم وأطيافهم ، ليتمثل الوفاق والإخاء والتسامح بأروع صوره ، تجسيداً لقيم الخير والعطاء التي تربى عليها كل الأردنيين في بيت بني هاشم بفضل السياسة الرائدة للمغفور له جلاله الملك الباني الحسين ابن طلال -طيب الله ثراه- التي أهلتهم لخوض غمار الحاضر والمستقبل ، ليرث ذلك الفكر جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين مستكملاً مسيرة الخير في إدارة الدولة الحديثة ، وحرصاً من جلالته على أن يجعل أفكار التضامن والتسامح والوفاق من القضايا ذات القيمة المطلقة ، لتصبح منسجمة مع الأفكار الرائدة لتبرز القيم التي شملت فهمنا للواقع وإحساسنا به ، والتي أثرت في مفهوم الاستقلال ذاته ، فلم يعد ذلك الحدث يوحي بأنه مجرد نهاية مرحلة سابقة ، إنما أصبح عهد العطاء والازدهار التي يدخلها الأردنيون متعطشين إلى تطبيق رؤيتهم لمستقبل زاهر ، بتحقيق إرادتهم .
يأتي عيد الاستقلال هذا العام ليزرع في أذهان الأجيال أن الاستقلال رمز النهوض ، وهو الأساس في الإقبال على صياغة الكيان المستقل ليكون الدليل على التشبث بالحياة ، وانطلاقا من هذا الفهم فان حدث الاستقلال يكتسب معنى التجدد والدوام ، فهو حدث دائم الحضور في الذاكرة ، ذو أثر في الفكر وقدرة على تكوين الشخصية الوطنية الأردنية الأبية ، لأن هذا التاريخ موصول بحديث الروح الضاربة في منظومة القيم التي تربط الأمم بماضيها وتصلها بتصورها عن ذاتها وتمنحها معنى حيوية الأمة وتأجج روح العطاء بين أبنائها.
في عيد الاستقلال ، من حقنا أن نتغنى بالاستقلال ، وان نرتفع رايات العز والفخار لندرك أبعاد هذا الحدث الوطني الكبير ، الذي يزرع فينا المزيد من حب الوطن ، والمزيد من الولاء لترابه الطهور ، وقيادته الهاشمية المظفرة ، والمزيد من التعاضد والتماسك والإخاء ، ليظل الأردن رمزا لكل التحديات وعنواناً للعطاء ونبراس خير وبركة ، لنستحضر الاستقلال على الدوام ، ونفهم معناه الحقيقي لنبني الإنسان بعزيمة الرجال وليبقى الأردن حرا عزيزا غاليا .
في هذه المناسبة العطرة ، اقدم اجمل التهاني الى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والعائلة المالكة ، متمنيا ان يعيدها الله على جلالته وعلى الاسرة الهاشمية الكريمة والشعب الأردني بوافر الصحة والعافية والاردن ينعم بالخير والامان .
كما واوجه تحية فخار إلى كافة مرتبات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها والى كافة كوادرنا الصحية في مختلف مواقعها ، وأقول للجميع عيدكم مبارك .. وأتم الله عليكم نعمته ..
وكل عام وانتم الفخر والعزوة والسند
وكل عام وانتم والاردن بألف خير