القبائل الأردنية .. مجد الأمة في عهدها الزاهر
م .إسماعيل نهار السواعير
24-05-2021 03:17 AM
فرضت حقائق جديدة الان في الساحة الأردنية من خلال ما جرى في الرابية قرب سفارة الاحتلال ولأول مرة منذُ ما يقارب نصف قرن تجمعت القبائل الأردنية تحت عنوان واضح وصريح بأن القبائل الأردنية سوف تكون على طاولة اتخاذ القرار، كما أن هذا الحشد الكبير الذي كان لأول مرة من قبل القبائل الأردنية رسالة بعنوان أن العشائر لا يمكن اخفاء دورها التاريخي السياسي منذُ قبل ألف عام.
الرسالة العشائرية التي كانت بالأمس في الرابية وصلت الى أبعد الحدود والى خارج حدود المملكة، حيثُ أن رئيس وزعيم حركة حماس في الخارج خالد مشعل أعرب عن تقديره للمواقف الكبيرة التي اتخذتها القبائل الأردنية الشريفة وأبناء العشائر ، وهذا تأكيد جازم بقوة وحجم الرسالة العشائرية التي كانت في الرابية.
العشائر قامت بدور منذُ تأسيس الدولة الأردنية من دفاع وتضحية للوطن.
إن المواطن الذي يعيش في أمنٍ حقيقي ، هو وحده القادر على العطاء ، وهو الذي يعرف كيف يموت بشجاعةٍ في سبيل بلده وقضيته. أما المواطن الذي يعيش في الفوضى مع حكوماته فلا يملك شيئاً يعطيه لبلده أو قضيته.
القبائل تتحرك نحو صانع القرار وهذه الاشارة الكبيرة لما حدث قرب السفارة الصهيونية ،حيثُ لم يشهد الأردن ” العشائرية السياسية” إذا جاز التعبير، ولم تكوّن أحزاب عشائرية كما حصل بالعديد من الدول العربية، وحتى المجاورة منها، بل على العكس تماماً، فقد انخرط جزء من أبناء العشائر في الأحزاب السياسية العقائدية بوصفهم أفراداً وليس لكونهم أبناء عشائر، وساهموا في بلورة الهوية الوطنية والسياسية الأردنية بصفتهم الشخصية .
لكن ما حصل في الاحتجاجات العشائرية الأخيرة للمطالبة بطرد السفير الصهيوني والغاء اتفاقية وادي عربة يدعو المراقب إلى البحث في علاقة الحكومة بالعشائر الأردنية "البدوية"، والإشارة إلى التحالف التاريخي بين العشائر والأمير عبد الله بن الحسين منذ وصوله إلى مدينة معان في جنوب الأردن يوم 11/11/1920، مما شكل نواة اعتمد عليها الشريف حسين ونجله عبد الله أثناء تأسيس المملكة لمواجهة الأزمات السياسية الداخلية والإقليمية.
ومارست العشائر عملاً وطنياً مناهضاً للنفوذ البريطاني، وعملت على بناء مؤسسات ديمقراطية وتشريعية ومواقف وطنية، كانت من شخصيات عشائرية في العشرينيات، حيث المؤتمر الوطني والميثاق وغيرها من المحطات الهامة في تاريخ الدولة.
ويبقى الأكيد أن العشائر تشكل ضامنا لاستقرار الأردن، وبقاؤها يبقى رقماً مهماً وصعباً.