يمر بنا في طريق الحياة الطويل والمتعرج وجوه متقلبة غير مندمجة وفوضوية وأن لم تملك القدرة على إدارة عواطفك ستبدأ في الشعور بإنعدام الرضا عن الحياة. وستخسر هدوء نفسك.
لا تتوقع الكثير من البشر، فمشاعر البشر تحكمها ظروفهم وتطلعاتهم، واحتياجاتهم الشخصية. توقف عن الكلام فلا أحد يريد أن يسمعك. لا ترفع سقف توقعاتك بالأخرين، ولا تحمل نفسك أكثر مما تستطيع أن تحتمل.
أبسط جناحي روحك، ومهما اثقلت الهموم قلبك حاول أن تدلله فهو الذي لا يشبه أحدا سواه.
اخلق لنفسك اجواء تسعدك، استمتع بالطبيعية الخضراء وفي السماء الصافية، انظر بعين متمعنة لنعم الله عليك، ذلك وحده يجعلك تتمتع برضا أعلى في الحياة.
فتقرر حينها أن تتصالح مع العالم، تتذكر الغائبين وتدعو لهم، وتشفق على الظالمين لسوء أقدارهم.
الرضا هو الجزء الذاتي من الشعور الذي يولد من نوعية الحياة التي تصنعها لنفسك. لا يوجد وصفة للفرح، نحن من يصنع الفرح. نحن صناع الحياة.
في ذلك الصباح المشرق المعطر بندى الياسمين الأبيض النقي، نظرت نور إلى وجهها بتأمل تبحث عن أثار العمر، رأت أمامها وجه طفولي بملامح أصرت على أن تعاند الزمن. تجمد الزمن من دهشة مرتسمة فوق عينيها.
تغلبت على التعب، " كانت تدرك أنها لم تكبر أبدًا وأنها بقيت بعد كل هذا الزمن على حافة الطفولة، عبثا تحاول أن تصير امرأة".
من بين دموعها قد تفاجئك بابتسامة تشبه القدر الذي يتحول فجاءة من حال لحال. لقد وهبت لها الطبيعة قوة لم تدرك اسبابها قد
تكون ظروف الحياة جعلتها قادرة على تخطي الصعوبات.
كم هو جميل أن تحافظ على قلب نقي ونفس متسامحة هادئة، ذلك كفيل بأن يحول مشاعرك الخاصة إلى حالة من التصالح مع الذات. الشعور بالرضا، هو ما يشعر البشر بالسعادة.
مع العمر والنضوج ستكتشف أن حياتك ملكك وحدك وأنت الوحيدة القادر على تشكيلها، وستتعلم أن لا تنتظر شيئًا من احد.
لكل منا شعور مرهف يغفو بين أنفاس الكلمات بسكينة، ينتظر ابتسامة نجمة لظلمة ليل، سيبقى ذلك الإحساس يبحث في المرايا عن الحقائق الهاربة إلى البلاد البعيدة، وفي زحمة البحث عما قيل وسيقال تبقى الأفعال هي عنوان الروح الصامتة.
a. altaher@youthjo. com