زحف شباب العشائر الأردنية وهذه المرة رمزيا وبالآلاف من قراهم بواديهم مخيماتهم ومدنهم, نحو ذلك الوكر "النتنياهوي" الذي يدنس ثرى الأردن الطهور, وقالوا بصوت رجولي محترم شهم ملتزم, نرفض وجود هذا الوكر, بينما أشقاؤنا غرب النهر تستعمر أرضهم وتنتهك حرمات قدسنا وقدسهم , وتستباح حقوقهم المغتصبة على أيدي حثالات البشر , في أبشع إحتلال عرفه التاريخ .
تلك هي عشائرنا الوفية الأبية وما تخلت يوما عن الهبة من أجل فلسطين ونصرة شعبها الشقيق . ولا شك في أن ما أظهره الأبطال الذين قاوموا وما يوما ساوموا, في غزة هاشم البطلة , حركت في عشائرنا وعائلاتنا جميعنا, مشاعر جياشة ترفض الذل والخنوع أمام آلة حرب كيان هش جبان إستمرأ منذ " أوسلو " وما بعده, الإستهانة بالعرب وبحقهم الأبلج, لا بل وتجرأ على تدنيس وإستباحة مقدساتهم وموضع سجودهم لله تبارك وتعالى, ومسرى ومعراج رسولهم النبي العربي الهاشمي صلوات الله وسلامه عليه , وسط صمت وتهاون فلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي , فتح شهية اليمين الصهيوني بزعامة الخفيف المتكبر " نتنياهو" لمزيد من الغطرسة والعربدة, متوهما أن التطبيع الرسمي يعني أن العرب قد " ماتوا ", وما عادت في ذواتهم حمية ولا نخوة شهامة !.
نعم , هذا هو شعبنا الوفي الشهم , وهذه هي عشائرنا وما أدبرت يوما في نزال حق , وإنما ظلت ومنذ عهود الآباء والأجداد وعلى إمتداد مائة عام خلت وتبقى بعون الله , رماح وفاء لا غدر , وسيوف عز لا ذل , والصهاينة الأنذال يدركون هذا جيدا , ويعرفون حق المعرفة أن الأردني ساعد مساعد ويد عون لشقيقه الفلسطيني إذا نادى المنادي أن حي على الجهاد من أجل القدس وفلسطين .
زحفت عشائرنا الوفية المنذورة للزحف دوما , ونعم الزحف , فلا غاية ولا مطمح سوى نصرة الأهل في فلسطين الحبيبة . وزحفت عشائرنا ونعم الزحف الذي لا يهادن محتلا غاصبا , ولا يوالي عدوا مسخا , ولا يخون وطنا لم يقدم بشر على هذا الكوكب كما قدم لفلسطين وقضيتها المقدسة من تضحيات على مدى عقود طويلة خلت وما زال, وسيبقى بريادة آل هاشم يقدم ويضحي, حتى تتحرربعون الله من رجس الغاصبين وأعوانهم .
تحية ليس كمثلها تحية لكل شعبنا الواحد الشهم , وتحية خاصة لعشائرنا كافة من الهضبة إلى العقبة, وقد أحيت فينا قيم الآباء والأجداد من رعيلنا الأول عليهم من الله الرحمة شآبيب بركة , وأستأذن شباب العشائر الأنقياء الشرفاء كافة , في أن أمارس " الأنا " ولو مرة, لأحيي شباب قبيلتي " عباد " كرسي البلاد, وقد سمعتهم يحتفلون بالنصر هاتفين " أنا دمي فلسطيني " .
حيا الله عشائرنا ومن دعا ومن لبى النداء لوقفة اليوم البطلة , وحيا الله شعبنا الأردني البطل بكل فئاته , مدينة قرية مخيما وبادية وحيثما كانوا , وحيا الله أبطال غزة البطلة صناع النصر ورجاله, والرحمة لشهدائهم البررة , وحيا الله كل أخ وأخت رافضين معاندين مقاومين للإحتلال في فلسطين الصابرة المنصورة بإذن الله جل في عليائه . وهو سبحانه من وراء قصدي .