الأردن وحماس .. معادلة جديدة
المحامي محمد الصبيحي
22-05-2021 01:52 PM
دائما تغير الحرب المعادلة السياسية،، لا حرب كبيرة دون نتائج سياسية ومن يقول غير ذلك فإنه أعمى سياسيا ومنطقيا.
ومثلما غيرت التحالفات والاتفاقيات المعادلة السياسية بين الأردن وحماس عام 1999 حيث طردت الحكومة قادة حماس السياسيين من الاردن، ومنهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي بحجة تدخل حماس في الشأن الداخلي الاردني وبفعل الضغط الأمريكي والاسرائيلي فإن حرب الايام العشرة الأخيرة غيرت المعادلة السياسية على الأرض الفلسطينية وبين الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج حتى اننا بدأنا نسمع دولا أوروبية، و دولية تتحدث عن ضرورة الحوار المباشر مع حماس، وبرغم طرد خالد مشعل عام 1999 وتفتيش وإغلاق مكاتب الحركة في عمان الا أن خالد مشعل ما زال يمتلك ما يقول انه اعتراف وشرعية من الملك الحسين رحمه الله بأنه رئيس المكتب السياسي لحماس (... ويؤكد مشعل انه تلقى رسالة من الملك حسين قبيل وفاته يصفه فيها بأنه (رئيس المكتب السياسي لحماس) وهذا يضفي شرعية في رأيه على وجود حماس في الأردن..) _انظر كتاب رنده حبيب الحسين أبا وابنا ص 183 _.
وبرغم كل الذين تقتصر رؤيتهم لنتائج الحرب الأخيرة على حساب الخسائر المادية محاولين ضبط تيار التفاؤل الشعبي الكاسح والأبقاء على سيقان السلطة الفلسطينية في رام الله واقفه فإننا نصر على أن المعادلة تغيرت في الشارع العربي والفلسطيني وفي المحافل الدولية والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى.
المعادلة تغيرت في ساحات الأقصى والقدس وبفعل الانتفاضة الشعبية في كل فلسطين وبفعل انهمار صواريخ المقاومة على الاسرائيليين من الشمال إلى الجنوب.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي سيحاورن حماس عبر الوسيط المصري والقطري وفي النهاية سيكون الحوار مباشرا بعد أن تأتي الانتخابات التشريعية الفلسطينية _ المؤجلة _ بنتائج تعكس واقع الشارع الفلسطيني. وهنا سيبرز السؤال الكبير هل سيكون الأردن صاحب الوصاية على المقدسات خارج طاولة الحوار وهل سنستطيع الاحتفاظ بورقة الوصاية دون التنسيق والحوار والتعاون مع القوى الجديدة التي تمثل الشعب الفلسطيني؟؟ هل سنعزل أنفسنا كنظام عن كل ما سيجري بعد أن التحم شعبنا الاردني مع المقاومة شعبيا وعاطفيا؟؟.
المعادلة الفلسطينية الجديدة باختصار ستكون (لا يملك من لم يتألم أن يتكلم).
أولى نتائج الحرب أن تطالب حماس بإجراء الانتخابات التشريعية لأنها تعرف النتائج مسبقا وأولها جيل جديد من الشباب يمثل الشعب الفلسطيني، ومن هنا لا يجوز أن نكون في الصفوف الأخيرة وعلينا الإسراع في ترميم علاقة دولتنا مع القوى الجديدة وان لا نتردد في اتخاذ قرار أن يكون لحماس تمثيل سياسي رسمي في عمان وان نكون الوسيط العربي في الحوار بجانب مصر وقطر،، قبل أن يفوتنا القطار الجيد.