ما الذي يريده نتنياهو ؟ هل رحلت كيانه رحلة لها مستقبل ؟ إنهم يعلمون أن بريطانيا أوجدت لهم هذا الكيان نكاية بالحضارة الإسلامية مستغلين آثار الحربين العالميتين وسقوط الدولة العثمانية . إن الصهاينة بعظمة لسانهم يعترفون بأن الألمان قتلوهم ، ولا يعني هذا تفرد ألمانيا بذلك بل إن الدول الغربية عموما" كانت ضدهم وأنهم لم ينعموا بالأمن إلا في اسبانيا في ظل حكم المسلمين للأندلس.
يظن الصهاينة والغرب أن ما جرى مع الهنود الحمر في الولايات المتحدة أو ما جرى في استراليا مع السكان الأصليين سيجري مع أهل فلسطين !!! لكنهم وجدوا الصدمة !! فرغم التهجير والقتل لا يزال أكثر من مليون ونصف في أرض ١٩٤٨ ، ومليونان ومائة وخمسون ألفا" في قطاع غزة ، وأكثر من ثلاثة ملايين في الضفة الغربية وبهذا سقط الحلم الصهيوني بدولة إسرائيلية نقية على حد تصريحاتهم وأحلامهم . ماذا تنفعهم ترسانة الأسلحة ؟ تهيمن في الحروب الخاطفة لكنها لا تستطيع حروب الاستنزاف ؟ وأثبتت الأحداث الأخيرة أن إسرائيل لا تستطيع القضاء على المقاومة . كيف للصهاينة أن ينعموا بالأمن في ظل محيط عربي وهم يقتلون ويصادرون الأراضي ويدنسون المقدسات ؟ لقد قالت لهم الإحداث الأخيرة إن الشعوب العربية والإسلامية وكل من تحلى بالإنسانية في العالم من شعوب الأرض ضدهم ولو تمكنت الشعوب لزحفت عليهم وأنهت دولتهم . حتى بعض الفئات اليهودية في العالم ضد دولة الصهاينة بل حتى طائفة السمراء اليهودية على أرض فلسطين ضدهم .
لا مستقبل للكيان والمسألة مسألة وقت وتغير معادلة المصالح وهمالة الوضع العربي .
ولعل أهم متغير في معادلة الصراع أن الفلسطيني قرر أن يعتمد بعد الله على نفسه وأن يقاوم وأن يسترخص الدم تحت عنوان الشهادة الذي يمنحه تقدما" على محبي الحياة
" ولتجدنهم أحرص الناس على حياة " لقد تربى جيل جديد يؤمن بقول خالد بن الوليد لأعدائه: جتئكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.
هذا هو السلاح الذي يملكه المسلم ولا يملكه الصهيوني وهو سلاح أقوى من المدفع والرشاش والقنابل الذرية .
ما بعد معركة غزة ليس كما قبلها والمستقبل ليس لك يا نتن والأيام دول .
شلوم بيبي والأيام بيننا