كثيرون لا يعرفون سليمان البخيت ، هذا الشاب الريادي الأردني والذي خطفه الموت مبكرا عام ٢٠١٩ ، لكن ما قام به من مشروع لم يمت .. سليمان هو النجل الوحيد لرئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت ، أخذ على عاتقه إيجاد نماذج بطولية خارقة لكنها عربية وبالأخص أيضا نماذج أردنية ، ردّا على شخصيات الأبطال التي رُسخّت في ذاكرة الأطفال مثل سوبر مان وبات مان .

إتجه نحو القصص المصورة ، وآمن أن الرسومات في ذهن الأطفال ربما تشكل شخصيتهم واتجاهاتهم نحو الحياة وخاصة الشخصيات التي ترتسم في الذاكرة وربما تكون قدوة لهم ، لذا أنشأ شركته المتخصصة بالقصص المصورة وكان رده على الإرهاب والتطرف .. وآمن أن البطولة الخارقة التي يشاهدها الأطفال في برامج الكرتون هي محض خيال كاذب ، لكن هنالك نماذج بطولية لأناس عاديين مثلنا وضعوا في ظروف إستثنائية فأصبحوا أكبر من المواقف وكانوا أبطالا ، وربما وجد ذلك في نماذج الجنود الأردنيين الأبطال في الجيش العربي في معاركه في فلسطين ، فعمل على إنتاج مشروع سلسلة " نشامى الأردن " كتب فيها قصص معارك الجيش العربي وشهداءه ، وهذا دور وطني نابع من إيمانه ببلده وأبناءه وجيشه وشهداءه.

في اللجنة العليا لمكتبة الأسرة الأردنية لهذا العام في وزارة الثقافة إقترحت على الأعضاء أن نعيد نشر نماذج من القصص المصورة من كتابة سليمان البخيت ففي كل عام يتم نشر لا يقل عن عشر قصص للأطفال ، فلماذا لا تكون قصص أطفالنا هذا العام بنكهة وطنية ولنرسخ في ذهن إطفالنا هذا النماذج البطولية الأردنية ، وقد ساندتني عضو اللجنة الصديقة وفاء القسوس الكاتبة والمتخصصة في أدب الأطفال ، والحمدلله إستطعت وبحهود الزميلات والزملاء في اللجنة أن نضيف أربعة من قصص سليمان البخيت لمنشورات هذا العام والتي تتحدث عن معارك القدس القديمة عام ١٩٤٨ ومعركة تل الرادار وقصة الشهيد موفق السلطي .

كانت سلسلة نشامى الأردن حلما لسليمان البخيت كما قال ذويه ، وهذا يؤشر لنا كم من مبدعين أردنيين حملوا مشروعهم الوطني وغابوا في الحياة ولم نعرفهم ثم خطفهم الموت فجأة ولم يحظوا بالتقدير إلا بعد رحيلهم.

مرة أخرى شكرا لوزارة الثقافة التي ما زالت تحمل المشروع الثقافي للدولة الأردنية وتقاتل من أجله رغم إختلاف أولويات الحكومات دائما.