وجدانيات من زمن النكبة وحيطان المبكى
د.بكر خازر المجالي
20-05-2021 09:18 AM
حتى لا نكون امام مسرحية جديدة باساليب جديدة وتهيئة الموقف لقادة جدد سيقفزون على ملف القضية ويرسمون لنا قضية جديدة وينسفون النكبة وسيصنعون لنا نكبة جديدة ،
وحتى لا يكون دم الشهداء اكثر من وقود لمحركاتهم الشرقية والغربية والشرق الاوسطية ، وحتى لا تكون اجسادهم اكثر من حجارة يعبدون فيها طرق تسلقهم وسبيل وصولهم الى رضا قادتهم الاعلين . وقد يستعيرون بعض حناجرهم ويتخذون من قبورهم اكثر من حائط مبكى جديد ،
ولكن من نافذة امل قبل ان تغلق اقول :
سنكون نحن الثابتون الذين يقرأون كتاب القضية كما هو في الخمسينات والستينات وقد نصطدم من يقرأ في سفر القضية في الالفينات وعشرين ، ولكن سنبقى نغني درجت على التراب وملء نفسي ، وساحمل روحي على راحتي ، وفلسطين داري ،ولا نعرف قبلة تحرير الا القدس ،وكل انظارنا نحو الغرب الفلسطيني ،ولا نعرف غربا غير الغرب الفلسطيني ولا شرقا غير الشرق الاردني ، ولكن نرى الان ان الجهات الاربعة قد اصبحت عشرة وأكثر ، وان الرأس الواحد قد تعددت رؤوسه وحجرات القلب تضاعفت ، واصبحت القضية تسافر بين الاوطان بلا مستقر ، وكثرت حقائبها الى اصبحت الاوراق فيها هي الاقل واوراق النقد هي الاكثر ..
فلسطين داري ، مثل الكرك وعجلون داري ، فلسطين مهوى فؤادي وما تغير الهوى تجاهها ، بل زادته الشهادة عطرا وعبقا وتاريخا ، وازداد العشق لارضها ولاهلها ولشهدائها الذين هم قرابين القضية التي لا نعرف مدى الصمود لحملة اجنداتها ، وهل سيكونون بمستوى صمود اطفالها؟؟ ،
لله درك فلسطين عروس القضية ، وقد تعدد العرسان ، يا نبض روح العروبة ، في زمن النكسة والردة ، فلسطين تبقين انت الوحيدة كما انت قبل النكبة والنكسة ، ومهرك تحتضنه ارضك ، من جيش الاردن ، ليس فقط جيش حرب فلسطين 48 بل جيش الناصر قلاوون ، وجيوش الكرك وغيرها ،ومجاهدو قبائل الاردن .
فلسطين انت داري وضميري وفيك ارى مستقبلي ونهضتي وحياتي ووجودي على صفحات الطهر البيضاء ، وبشعار واحد وقلب واحد،
ارض الوفاء والعناق ، والمحبة تسري بين الجبال ، وبنسائم من ريح الشهداء
الشهداء السفراء في الارض انتم الحياة لنا واكرمنا ،
ونحن نتغنى هنا
ونأمل ان يكون التاريخ حادينا ، والمعرفة والعلم دربنا ،
وان نكون لفلسطين عربا ليسوا على ابواب السفارات واروقتها ومن اصحاب العمولات والمخصصات ،وقد حان الوقت لأن يغلق الكثيرون دفاترهم ويذهبون للنوم ، فقد تعبت القضية من اسفارهم ،
فلسطين الطهر والنقاء ، سيبقى ثوبك يرفرف على جناحينا الغربي والشرقي ، وستكون العباءة الاردنية سترا وكبرياء وشموخا .