فلسطين حَبلُ الوتينالعين فاضل الحمود
20-05-2021 12:10 AM
لكِ الحبُّ وبإسمكِ ينبضُ القلبُ فأنتِ الراسخةُ في كينونتنا وعلى العهدِ لكِ شهدَ التاريخُ منذُ نعومةِ أظفارهِ فما إنبرأتْ سيوفُنا التي سُنّت على حجرِ أعتابِك وما يبستْ ضلوعُنا التي دُقتْ سياجًا على بابِك، فكانوا الفرسانَ الأوائلَ منذُ مطلعِ القرنِ الماضي يُجرونَ من دمائِهم سيلًا فيسقونَ منه الأرضَ ليصبحَ الترابُ تبرًا فكان الملكُ عبد الله الأول أولَ مَن أقدمَ لكِ مقبلًا غيرَ مدبرٍ وما زالَ عطرُ دمائِه الطاهرة يفوحُ شموخًا وألَقًا في باحةِ الأقصى فما إن ترجّلَ الفارسُ عن فرسهِ حتى حَمحَمتْ خيلُ فارسٍ آخر، فكان الملكُ طلال يليه الملكُ الحسين مشاعلَ حقٍ تضيءُ رُدُهات ليل الظلمات وتتصدى لِلوعاتُ الطُغيانُ التي ولدتْ من رحمِ العنصريةِ القبيحةِ التي إستباحتْ الأرض وإنتهكتْ العرض وروّعتْ الآمنين وقتلتْ الأطفال، فباتَ الفداءُ واجبًا ليزرعَ الأردنيون أقدامَهم في اللطرونِ وبابِ الواد والقدسِ لتصبحَ تلكَ البقاعُ منصّاتَ إطلاق أرواح الشهداءِ إلى ربِّ السماءِ ليبقى العهدُ نفسَ العهدِ والوعدُ نفسَ الوعدِ فكان الأوائلُ الأبطالُ وما جاءَ من ظَهرانيهم إلا مثلهم، فكان عبدُ الله الثاني ابن الحسين الذي وضعَ القدسَ في عينهِ وجعلَ فلسطين مبلغَ هَمّهِ وبقي على عهدِ آبائهِ وأجدادهِ يذودُ عن الحقِّ ويسعى إلى السلامِ الكريمِ النابعِ من القوةِ والعُنفوانِ فما رضخَ للضغوطِ وما تنازلَ عن الثوابِتِ رغمُ كلّ التحدياتِ فبقيتْ الوصايةُ الهاشميةُ دليلَ ثباتِ الرايةِ الأردنيةِ ليتحملَ الأردن تَبِعاتِ قراراتهِ السّياسيةِ المِفصليةِ التي كانت كالجبلِ الذي لا يلينُ لتكون اللاءاتُ الثلاث نقطةَ إرتكازِ القوةِ في التأثيرِ على الرأي المُجتمعي على مستوى العالمِ والقدرة على قيادةِ التحرّكاتِ الدبلوماسيةِ التي تُسهمُ بردعِ العادي عن التمادي بالطغيانِ، فكانت عمانُ شقيقةَ القدس وكانت القدسُ وفلسطين في عينِ جلالة الملك. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة