الهاشميون الوجه المشرق للعرب
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
19-05-2021 04:09 PM
خير ما نبدأ به كلامنا عن الهاشميين قادةالأمه؛ هو حديث رسولنا الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: العرب خير الأمم عجمها ورومها وقريش خير العرب وبنو هاشم خير قريش وأناخير بنو هاشم (صدق رسول الله) ولما أن الله جل وعلا قدٱختار العرب وٱختار أولهم بنو هاشم لحمل أنبل الرسالات فإن ذلك قد رتب عليهم مهمة تنوء الجبال عن حملها لكنهم قد حملوها على مر التاريخ وبٱقتدار عز نظيره؛وعند الحديث عن بني هاشم لابد من الحديث عن سيدنا علي كرم الله وجهه؛ فعندما ٱختار المسلمون أبي بكر خليفة لرسول الله؛ ناداه أبوسفيان قائلا له يا أبا الحسن ألست أنت أحق بها ونحن معك ونحن وأنتم بنو عبدمناف؛ فقال له سيدنا علي كرم الله وجهه والله إنك رجل فيك جاهلية وكان رضي الله عنه داعية وفاق ووئد فتنة في وقتها؛ ولما مات عثمان بايعه الناس ووأدا للفتنة قبل بالتحكيم فغدره المجرم إبن ملجم فقال كرم الله وجهه خلوه في السجن فإن شافاني الله سأعفو عنه أو ٱقتص منه وإن أخذني الله فلا تأخذوا بي أحد غيره؛ وهذا يدل على مدرسة هاشمية في التسامح أسسها سيدنا علي مسترشدا بنهج الرسول الهاشمي الأمين (ص)
وٱستشهد سيدنا علي كرم الله وجهه وبويع الحسن رضي الله عنه فتنازل عن الخلافة حقنا للدماء ووأدا للفتنة؛ وحينما خرج الحسين ليقف في وجه الظلم والفساد تصدى للقيادة رغم معرفته أنها معركة خاسرة ولكنه فضل الشهادة على الذل والخنوع قائلا هيهات منا الذلة؛وحينما قامت الدعوة العباسية على يد أحفاد سيدنا عبدالله بن العباس، بنى الهاشميون مجد اللأمة عز نظيره وكانت دولتهم أقوى دولة في العالم فحينما كانت أوروبا في ظلام دامس كانت بغداد الرشيد عاصمة الدنيا؛ فكانت في عهد المأمون أول جامعة في الدنيا وكان التقدم والإزدهار في كل مناحي الحياة في الطب والزراعة وعلوم الدين ففي العهد الهاشمي العباسي عرف المسلمون المذاهب ونقلوا للبشرية علوم اليونان والإغريق والرومان وٱزدهرت الحضارة العربية الإسلامية؛ ولما سقط النظام الهاشمي العباسي سقطت معه الأمة إلى يومنا هذا؛ ولما كان الهاشميون لايبحثون عن السلطة بل هي من تسعى إليهم فقد بايع اليمانيون الإمام زيد ليؤسس الهاشميون إمامة في اليمن ٱستمرت ما يقرب من الثمانية قرون بٱسم المملكة المتوكلية الهاشمية وبايع المغاربة الإمام محمد بن إدريس سلطانا وٱستمرت سلالته تحكم في المملكة المغربية حتى الآن؛ وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على إجماع الأمة على الهاشميين وأن حكمهم يمتاز بالتسامح والإستقرار والأمن وصون الأمة؛ إلا أنهم مع الأسف كانوا يتحملون أخطاء غيرهم؛ وعند الإجتياح التركي للبلاد العربية كان الخليفة العباسي والشريف الحسني لا يملكون سلطة حقيقية؛ وللتاريخ فإن الدولة العثمانية التي حكمت العالم لم تستطع السيطرة على بلدين هما اليمن والمغرب لٱلتفاف الناس فيهما حول القادة الهاشميين الإمام الهاشمي في اليمن والسلطان الهاشمي في المغرب؛ولجور وظلم الأتراك نادى العرب الشريف حسين ليقود ثورة العرب الكبرى؛ وحدث ما حدث من غدر الإنجليز والفرنسيين وقد فضل رحمه الله النفي على التنازل عن شبر من فلسطين وطلب أن يدفن في باحة الأقصى وبقي علمه علم الثورة العربية الكبرى علما لفلسطين ليذكر الناس كلما رفرف بمبدئية الحسين وشجاعته ووصاية الهاشميين على القدس.
وبعد الحسين ٱنتزع الهاشميون العراق وحفظوا عروبته من المطامع الفارسية حتى جاء إنقلاب 1958م الإجرامي الذي جر العراق لما هو فيه الآن؛ وٱنتزع الهاشميون شرق الأردن والضفة الغربية من براثن المشروع الصهيوني ولولا ذلك لما كان للعرب والفلسطينيين شيء يطالبون به الآن؛ حتى أجسادهم على ما يبدوا حينما تدفن في أرض تحرمها على الأعداء وها هي غزة هاشم تثبت ذلك.
أما نحن في الأردن فقد حبانا الله قيادة هاشمية سمحة تبني وتعزز البناء وترقى بالإنسان على خطى الهاشميين الأوائل بدءا بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ومن ورائه سيدنا علي وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضوان الله عليهم أجمعين والقادة العظام أبوجعفر المنصور والرشيد والمأمون والمعتصم والشريف الحسين بن علي خليفة المسلمين وملك العرب وتلك السلسلة العظيمة من رجالات بني هاشم العظام؛ حيث أسس المغفور له الملك المؤسس هذه الدولة لتكون حامية للمقدسات وحارسة للعقيدة الصحيحة ونواة لحلم الأمة العربية ومشروعها القومي وجاء من بعده المغفور له الملك طلال الذي وضع للأردن دستورا من أرقى الدساتير في العالم ثم جاء من بعده المغفور له الملك الباني الحسين طيب الله ثراه الذي جعل الأردن في مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات وجعل له هيبة وٱحتراما لا تملكه بعض الدول الكبرى؛ ثم جاء من بعده الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ليواصل البناء والتقدم وليكمل السيرة العطرة والمسيرة بالأمة نحو المجد والعليا
وأدام الله بني هاشم سادتنا وقادتنا ذخرا للأمة وحفظ الله الأردن في ظل قائد المسيرة جلالة الملك المفدى أدامه الله