ريما فقيه .. " الجمال" من حيث يخرج الأبطال
نشأت الحلبي
22-05-2010 06:07 AM
هو الجمال إذن،،
هو ما نريد في "غزواتنا" الى الغرب،،
وهو الذي يأتي في الوقت المناسب، فـ "البشاعة" بدأت تملأ كل مكان، وتحط في كل زاوية، وتنعكس عن كل مرآة، وأصبحت تغزونا في داخلنا، وبتنا دائما نسأل أنفسنا السؤال الأكثر إلحاحا : هل حقا نحن بهذه البشاعة التي يصوروننا بها، أم هم لا يرون إلا بعين لا ترى الجمال "فينا"؟!
نحن أمة جميلة ..
ونحن الشعوب "الأجمل" ..
اللبنانية، العربية، والمتحدرة من أسرة إسلامية تعيش في بلدة "صريفا" في جنوب لبنان، ربما فقيه .. عادت لتذكر العالم بهذه الحقيقة ..
بالديقراطية، فازت ريما بلقب ملكة جمال أميركا ..
وقريبا، قريبا جدا،، يمكن أن تكون "الأجمل" ريما، جميلة الكون إذ أنها ستمثل أميركا في مسابقة ملكة جمال الكون.
ليس لمسابقة ملكة جمال أميركا اي بعد سياسي، لكن "الذكية" ريما إنتبهت، ودخلت الى عمق "الحكاية"، ولذلك قالت، حتى قبل إعلان فوزها : "إن إحتمال فوزي سيثبت أن العرب لا يحاولون دائما أن يعزلوا أنفسهم عن المجتمعات التي يقيمون فيها، بل أنهم منخرطون في الثقافة الأميركية".
وأضافت وهي ترمي الى "بعيد .. وبعيد جدا" : "إن ذلك سيظهر أن هناك من العرب من يحبون البلد الذي يقيمون فيه وأظن أن ذلك سيجعل صورة العرب أكثر إيجابية".
قلت أن "ريما" كانت ترمي الى "بعيد جدا" وهي تدلي بهذا التصريح، وأحسب أنها كانت تصرح بذلك وفي مخيلتها أن تكون في موقف "الهجوم" وليس الدفاع فقط في مواجهة صراع الحضارات الذي تفجر بين العرب والمسلمين من جهة، وكل الغرب والعالم الآخر من جهة أخرى، منذ أن شهدت الولايات المتحدة الأميركية تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وباتت لغة "البارود" والتهديد والوعيد والقتل، هي لغة الحوار، فدخلنا في غياهب ظلام كوني عطل فينا "الحياة" كما عطل بركان "آيسلندا" الحركة في السماء.
هي لغة جديدة إذن تحدثتها ريما بعد أن عجزت كل اللغات عن تقريب وجهات النظر.
إنها لغة الجمال، اللغة التي يفهمها كل العالم، واللغة التي لا تلتبس حروفها على أي كان وفي أي مجال كان الحوار، لأنها لغة لا إبهام فيها ولا غموض، وهي لغة تفرض نفسها لتحيل كل ما هو بشع الى جميل، وكل ما هو عقيم الى "مفهوم"، وكل ما هو ملتبس، الى واضح وشفاف.
تريثوا ولا تهاجموا ريما ..
إنتبهوا ولا "يعمينكم" التعصب لتقتلوا بذرة الجمال التي غرستها ريما وسط البشاعة التي غرسها هناك من يحاولون ان يعودوا بنا الى عصور الظلام.
أقول هذا وأنا أعرف أن هناك كثيرون سيحاولون تلويث "جمال ريما" أو ما فعلته ريما لينعتونها بأقسى العبارات ويصفوها بأبشع الأوصاف.
توقفوا ولا تفعلوا ذلك، فـ "ريما" لم تحاول أن تسقط طائرة، ولم تضع سيارة مفخخة وسط زحام من الناس، الأصليين منهم والمهاجرين الباحثين عن رزقهم، والساعين في الأرض وراء لقمة عيش لأطفالهم..
وريما لم تأمر بتحريك حاملة طائرات أميركية لتلقي بلهيبها على أسر وأطفال أبرياء ليدفعوا ثمن "حماقات" إرتكبها غيرهم، أو تعاقدت مع تجار سلاح مقابل دماء أبناء "جلدتها"، وكل ما فعلته ريما، الحاصلة على إجازة في الإقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة ميتشغان الأميركية، أنها حاربت من فوهة سلاح "جمالها"، وإنتصرت ..
أخيرا وليس آخرا .. عندما سألوا رئيس بلدية صريفا عن رأيه في فوز ريما بملكة جمال أميركا قال : صريفا، القرية الجنوبية التي صمدت في وجه العدوان الإسرائيلي لأكثر من مرة وحاربت وقدمت الشهداء، تُخرّج الأبطال .. وكذا تُخرّج الجمال ..
Nashat2000@hotmail.com