"جيل الألفية الثالثة" سينهي السياسات التقليدية
د. عبدالله حسين العزام
18-05-2021 11:27 AM
يشير مصطلح «جيل الألفية الثالثة » إلى أفراد المجتمع الذين ولدوا من عام 2000 تقديراً، وهذا الجيل يتبنى مفاهيم الإتصال، والتواصل، و المشاركة، والروح الجماعيّة ، ولا يمكن تقييده، و يرتبط بإرثه الفكري والثقافي الكلاسيكي بشكل محدود إلى حد كبير، لكونه تربّى على تكنولوجيا المعلومات و الإتصالات وطورّها وعلّمها للجيل السابق وسيعلمها للجيل اللاحق!
ولعل التعامل مع المتغيرات المحلية و الإقليمية والعالمية والإستجابة للواقع الرقمي الجديد، و وضع هندسة التطوير والتغيير موضع التنفيذ على الإجندات الرسمية في العالم العربي بمؤسساتها العامة و الخاصة عبر عمليات إعادة الهيكلة والإصلاح الاقتصادي والإداري، وتطبيق أدوات وآليات العصر الذهبي الذكي الحل الوحيد أمام كافة الحكومات العربية للتعامل مع جيل الألفية الثالثة.
جيل الألفية الثالثة سيضع الحكومات العربية خلال السنوات القليلة القادمة في دائرة الهشاشة و الحرج و قد يهدد إستقرارها إن بقيت تتمسك في السياسات التقليدية في التعامل مع الشؤون الداخلية على صعيد الدولة من جهة فيما يتعلق بالتعامل مع موارد الدولة وتوظيفها و توزيعها وبتنفيذ الإسترتيجيات وسياسات الإستجابة لمسائل الحقوق و الواجبات و آليات التنمية المستدامة و اتجاهات الفكر الإداري التقليدي وانعكاساته على الواقع الإجتماعي، و سياساتها الخارجية على صعيد قضايا الأمة العربية و القومية والإسلامية من جهة أخرى.
وعلى أية حال فإن مظاهر الحياة العامة و تقدمها و تطورها على كافة المستويات الإجتماعية و الإقتصادية والتعليمية والثقافية والإعلامية وكافة مجالات الحياة الإنسانية واتجاهاتها، سيتم إعادة صياغتها لتتوائم مع تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات ووسائلها، في ظل التسارع الرقمي العالمي.