بين منظومة عنصرية ابارتادية .. وميديا غربية متحيزة
ناديا هاشم العالول
17-05-2021 11:32 PM
فعلاً كان الله بعون الفلسطينيين الواقعين بين المطرقة والسندان علاوة على عنصر ثالث تستخدمه اسرائيل طيلة الوقت الا وهي/ اسرائيل/ واحة ديمقراطية بالصحراء العربية !
فكما يقولون بالعامية: وقعتهم مش سهلة!
وبالرغم من هذه العوامل المحيطة المحبطة فما زال الفلسطينيون العزل يثبتون وجودهم اكثر واكثر محققين انجازات أكبر..
تداعت هذه الأفكار اثناء مشاهدتي لمقابلة الشاب الفلسطيني مع ال «سي إن إن» والذي رفع رأسنا لتمكنه سياسيا ولغويا موجزا بدقة مراحل الأبارتايد الإسرائيلي على مدى 73 بداية بطرد جدته من فلسطين التاريخية عام 1948 الى نزوح والدته بعام 1967 من الضفة الغربية الى/ الحفيد/ «هو نفسه» الذي يخوض انتفاضة 2021 ضد تهجيرهم من الشيخ جراح.. مقابلة أبلى بها بلاء حسنا وهو يرد بكل ثقة على اسئلة المذيعة المحترفة التي حضّره لها فريق الإعداد الإخباري لل «سي إن إن »
لأتوقف عند «السؤال الأخير الموجّه له: هل انت مع الاعتراض العنيف على قرار الإخلاء؟
فسارع الشاب بطرح سؤال آخر عليها: هل انت مع أسلوب الإخلاء العنيف للفلسطينيين من قِبَل الإسرائيليين؟
فسارعت بقولها: انا سألتك اولا!
فأجابها بذكاء: انا مع أي اعتراض على «التطهير العرقي»..
نعم لقد تبين بالدليل القاطع أن هدف المقابلة هو «السؤال الأخير» لإيقاعه بالمصيدة مهما كانت اجابته حكيمة فهي لن تشفع له امام الرأي العالمي المتحيّز والذي هو معتاد على اخلاء بيوتهم بحالة عدم سداد الديون ليتشردوا بالشوارع..
لن يدور ببال اي مشاهد اجنبي بان هذه دولة «احتلال عنصرية «تقتل وتشرد وتطرد دون وجه حق مخالفة كل الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية لأنها وفق وجهة نظرها العنجهية بانها » فوق القانون».. كيف بالله عليكم تدّعي بأنها واحة للديمقراطية وهي جوهر العنصرية ومصدر رسمي للتطهير العرقي ؟
عجبي يا زمن..يا زمن شقلبة الموازين وبعثرة المعايير.. جاعلين من الحق باطلا ومن الباطل حقيقة.. عبر إعلام غربي موجه يترصد لكل صغيرة وكبيرة للعرب.. مبررا كل تجاوزات اسرائيل طفلته المدللة..بأسلوبها: ضربني وبكى وسبقني واشتكى!
فحذار حذار.. فليغتنم الفلسطينيون فرصة نصرهم بانتفاضتهم الثالثة حيث تناثرت صواريخ القسام الغزية بكل مكان باسرائيل مزعزعة امنهم ووصلت الى مطار بونغوريون معطلة الملاحة فيه وبات مليونان ونصف منهم بالملاجئ.. ناهيك عن وحدة الجغرافية الفلسطينية مما هز الكينونة الإسرائيلية!
حتى أميركا بدأت تتحدث عن حق اسرائيل والفلسطينيين لان ينعموا بالحرية.. فلننتظرْ حتى تتفتق العبقرية الأميركية عن نوعية الحرية.. ولهذا ومن هذا المنطلق يجب البناء على هذه المعطيات الجديدة عليها والمطالبة فعليا بالتالي:
- عدم ترحيل سكان الشيخ جراح
- يُمنع المستعمرون/ المستوطنون/ من دخول الأقصى
- التاكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات
- السماح بإجراءات الإنتخابات الفلسطينية بالقدس..
.. الخ
اذ لا يمكن استمرارية الحالة غير المستقرة ومقايضة الردع بالتهدئة
فالحروب يجب ان تحقق اهدافا سياسية كحل الدولتين والا ستعتبر حروبا خاسرة
فلا نصر حقيقياً دون تحقيق مكاسب سياسية!
(الرأي)