مما لا شك فيه أنه جاء تكليف الدبلوماسي بشر الخصاونة بتشكيل الحكومة بعد قبول إستقالة رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز ويأتي تشكيل الحكومة في ظرف استثنائي تعاني منه البلاد من تداعيات أزمة كورونا يصاحبها إرتفاعا ملحوظا وكبيرا في عدد الإصابات وآثارها على الإقتصاد وهو ما وصفه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في رسالته لرئيس مجلس الوزراء الخصاونه بقوله " يأتي تشكيل هذه الحكومة في ظرف استثنائي لم يشهد له العالم مثيلا لعقود خلت يتمثل في جائحة كورونا وتداعياتها التي مست العالم بأسره حيث لا تزال مختلف الدول تجتهد في التعامل معها والتخفيف من آثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن خلال تتبع أداء الحكومة نجد بأنها بعيدة كل البعد عن التخفيف من آثار هذا الوباء على المواطن إقتصاديا من خلال قراراتهم الغير قائمة على دراسات وأبحاث علمية أو حسب توصية لجنة الأوبئه بل نجد أن أغلب قراراتها خالفت لجنة الأوبئه وتوصياتها ولم نجد خططا تحمي المواطن من العبء الثقيل إقتصاديا على التجار ورجال الأعمال وعمال المياومه وغيرهما، إذ إغلق العديد من الشركات والمصانع ورحليها خارج الوطن وسبب ذلك زيادة في نسبة البطالة.
فالحكومة صامتة ليس لديها خطط إستراتيجية بل خططها قائم على الكلام الذي لا فائدة منه والتعينات من مستشاريين وغيرهم في مجالس الإدارات والهيئات والتصريحات التي استفزت العديد من المواطنين التي خرجت على ألسنة وزراء تلك الحكومة ، حتى موقفها مع القضية الفلسطينية نجدها صامته كذلك وخاصة في الأحداث الأخيرة.
فالمتتبع لنشاطات الحكومة يجدها بأنها حكومة لكورونا فقط وليست للوطن وقضايا المواطن، حتى إدارتها في ملف كورونا نجد بأنها لم تنجح في السيطرة على الملف الشائك.
فالحكومات في الأردن في الغالب خليط من تكنوقراط وبيرقراطيين جاؤوا من مؤسسات الدولة العليا وفق نظام قائم على المحاصصات الجهوية والمناطقية، فالمعيار ما إذا كانت الحكومة قوية أو ضعيفة سياسية أم لا قائمة على شخصية رئيسها، رئيس الحكومة في الأردن هو الذي يمنحها الهوية بصرف النظر عن تشكيلها ويرتبط مفهوم الهوية حصرا بمقدار الولاية العامة التي يحوز عليها رئيس الوزراء وسيرته في العمل العام.
لذا يجب على الحكومة أن ترحل بصمت كما أتت إلى الرابع بصمت والسعي إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لأن أصبح الوضع لا يتحمل أخطاء أكثر ، لذا يتعين علينا أن نفكر جليا في النماذج المقترحة ونراجع مواقفنا حيال الخيارات الأفضل ونتعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم المريرة ،لذا يجب أن يكون شكل الحكومة القادمة حكومة إنقاذ وطني.
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأدامه واحة أمن وآمان وحمى الله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين والله من وراء القصد