هذه ليست نبوءة، لا بل هي الحقيقة التي أبلجها بعد طول عناء وعذاب وتمويه وإدعاء صهيوني وعجز عربي، ثلاثة آلاف صاروخ بسيط يملكه مقاومون أشداء أبطال "حبسوا" كل ملايين المستعمرين تحت الأرض يملؤهم الرعب والهزيمة والتفكير الجدي بالرحيل!.
أنا لا أهذي كما قد يتصور البعض مثلا , لا , أنا أدرك تماما أن إستراتيجيات الحروب التي تستند إلى الطائرات والمدافع والدبابات وما شابه من أسلحة تقليدية , ما عادت تجدي أبدا في مواجهة المقاومة الشعبية المسلحة بأبسط أنواع الأسلحة . وهي لم تجد أصلا عبر التاريخ , ولنا في حروب فيتنام وكوبا وأفغانستان زمن المد الشيوعي وحتى الأميركي الراهن , أكبر العبر والدروس والأمثلة .
خذوها مني ," إسرائيل " إنتهت وهي إلى زوال قريب قد لا يمتد لأكثر من عامين . وأجزم لو أن جهة ما ساندت المقاومة الغزية بصواريخ مشابهة , لرفع الغزاة الرايات البيضاء حتى لو تدخلت أقوى دولة دعما لهم , ولم يعد في عالم اليوم دول تتدخل ضد ثورات شعبية مقاومة لإحتلال.
نعم , أسطورة الظلم والإحتلال والإستعمار الصهيوني إنتهت وهي إلى زوال حتى لو عادت خلف حدود عام 1967 , والمسألة مسألة وقت ليس إلا , ومفكروهم يدركون ذلك جيدا جدا , فلم يبق في جعبتهم سوى السلاح النووي وهذا مستحيل وفيه دمارهم فورا .
هنا لا بد وأن يفكر كل عاقل راشد نابه في هذا الإقليم , بضرورة وكيفية بناء إستراتيجيته السياسية والإجتماعية , والأهم العسكرية, على هذا الأساس , فبعد عامين على الأكثر " والله أعلم " لن يكون هنالك شيء إسمه إسرائيل بإستثناء النبي " يعقوب " عليه السلام .
هذا سيترتب عليه أمور مفصلية كبرى , ومنها , أن كل الأغراب من غير العرب والمسلمين سيغادرون المنطقة بجيوشهم وقواعدهم العسكرية إلى غير رجعة .
وهذا ستترتب عليه أمور أخرى لا يعلمها سوى " الله " جل في علاه . المهم , ستسمعون قريبا بعد تهدئة حرب غزة هاشم البطلة , عن يهود شرعوا في الرحيل عن فلسطين إلى غير رجعة , وعن مستوطنين في الضفة الغربية وغلاف غزة شرعوا في الفرار للإقامة في الداخل الفلسطيني .
أخيرا وليس آخرا , من يكسب شعبية العالم الإسلامي وسط هذا التغير التاريخي المفصلي سيكون بطلا عربيا وإسلاميا له الغلبة في كل الميادين الدولية , والأهم بين سائر الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها .
مرة ثانية , هذه ليست نبوءة ولا هي بالحلم , بل هي رؤية يقظة تقولها الأحداث والتطورات العربية والعالمية منذ غزو العراق وإحتلاله . من يعش يرى . الله خالق الكون ومدبر أمره من وراء قصدي .