نستأذن موسم الامتحانات ونطالبه بتقديم موعده كي نتفرغ لمشاهدة كأس العالم الحقيقية ، ستشهد شوارعنا احتفالات يومية على مدار شهر حزيران وسترفع سيارات الشباب المتحمسين اعلام ايطاليا والبرازيل وانجلترا وفرنسا وما تيسر من اعلام الجزائر.
ستصبح بعض الاحياء ساحة كروية وربما نخسر بعض "حياة" وحتما سنخسر ملايين الدنانير على الخيم واصلاح السيارات.
حمى كأس العالم تجتاح العائلات الاردنية وثمة ندب في عواصم ثكلى لعدم وصول فرقها الوطنية الى نهائي الكأس الكوني.
تتسبب كرة القدم بنخر قومي ونخر وطني ، وتترك اثارا وندبا في الجسد القوي والقلب الوطني ، ولكنها ابدا لم تحقق نصرا عالميا واحدا ، لذا انتجت الامة العربية مصطلح "الخسارة بشرف" واحيانا نقول كان التمثيل العربي "مشرفا" ورغم ان الرياضة فوز وخسارة إلا اننا قنعنا بمنح الفوز للاخرين.
نرحل مع كرة القدم طوال الصيف ، وسيترك طالب في الثانوية كتابه لمتابعة فريقه المفضل ، وسيختلس من رقابة الام ساعتين كي يشاهد المباراة وستتبدل جداول المراجعة ايضا وسيغزو الحزن قلب الشباب وتتراجع النتائج او سيعم الفرح قلوب الاخرين وتتراجع النتائج فنحن دوما نقدم قرابين في مواسم الافراح وكأن ثمن افراحنا يجب أن تكون دما.
سيخرج علينا محللون كرويون ، يقدمون نصائح للمدربين الذين أوصلوا فرقهم للنهائيات رغم ان غالبيتهم - اي المحللين - فشلوا كمدربين ولاعبين في قطع نفس المسافة ، وسنلمس احيانا ان حديثهم صحيح وملاحظاتهم مهمة وعلينا الا نسألهم لماذا غابت هذه الفهلوة عن اداء فرقنا.
ستقام استديوهات التحليل وسنحلل كل شيء ابتداء من استدارة الكرة وانتهاء باستطالة الملعب.
وسنفرح لان هناك حكاما عربا في كأس العالم يخرجون كروتا حمراء وصفراء للاجانب ، يصرخون في وجوه دول استعمرتنا طويلا وفي وجوه دول ظلمتنا كثيرا وسنفرح لان هذه هي المرة الوحيدة التي يخرج فيها حكامنا بطاقة حمراء في وجه دولة عظمى. لذلك لن نغامر كثيرا في نقد ثقافة كأس العالم فهي على الاقل تمنحنا نصرا ولو مؤقتا بفضل الحكام العرب.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)