ردّات الأفعال الأوروبية لما يحصل في الشيخ جراح
أ. د. ناهد عميش
17-05-2021 02:38 AM
تصاعدت ردّات الأفعال الدولية والأوروبية منذ بداية الأحداث في الشيخ جراح في القدس، ففي ٥ أيار( مايو)، نشر الاتحاد الأوروبي بياناً اعتبر فيه زيادة عمليات الإخلاء والهدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة أمراً مثيراً للقلق، وأكد أن هذه الإجراءات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتزيد من حالة التوتر، كما دعا إلى التهدئة وتجنب أعمال التحريض حول الحرم الشريف.
وبعد إطلاق حماس للصواريخ، قام مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بإدانة استهداف المقاومة الفلسطينية لمدينة القدس، وقال إن إطلاق الصواريخ على المدنيين في إسرائيل أمر غير مقبول، كما دعا إلى توقف هذا التصعيد. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إنه "قلق للغاية من تصاعد العنف والهجمات في الآونة الأخيرة".
لكن اختلفت مواقف الدول في داخل الاتحاد الأوروبي ، اذ أكدت ألمانيا "حق" إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "حماس" في سياق الدفاع عن النفس "، بينما دعت فرنسا الولايات المتحدة إلى التدخل.
أما وزير الخارجية البريطاني؛ فقد ندد بإطلاق حماس للصواريخ وطالب بوقف استهداف المدنيين.
إيمانويل ماكرون ندد هو أيضا بالهجوم الذي تبنته حماس، وذلك خلال مكالمته مع محمود عباس يوم الخميس، حيث قدم له "تعازيه" على "الخسائر الكثيرة بين المدنيين الفلسطينيين نتيجة العمليات العسكرية والمواجهات الجارية مع إسرائيل"، طالباً منه "استخدام كل وسائل النفوذ لديه من أجل إعادة الهدوء في أسرع وقت". وأشار أيضا بأنه مصمم على العمل مع جميع الأطراف لعودة الهدوء والسلام.
وفي فرنسا كان وزير الداخلية قد منع تنظيم تظاهرة لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك حسب قوله "تجنباً لمساس الأمن" وحتى لا يتكرر ما حدث في فرنسا في السابق، ففي عام ٢٠١٤ وخلال الحرب على غزة قامت تظاهرات عديدة داعمة للفلسطينيين تخللتها مواجهات مع الشرطة التي قمعت هذه التظاهرات. إلا أن المتظاهرين خرجوا إلى الشارع يوم السبت وحصل صدام بينهم وبين الشرطة الفرنسية.
من الملاحظ تغير المواقف الأوروبية تجاه ما حصل في الشيخ جراح، فمنذ بداية الأزمة كان الموقف واضحًا بإدانة إسرائيل واتهامها بافتعال التوتر ولكن بعد اطلاق الصواريخ من قبل حماس، توجهت الإدانة إلى المقاومة، وأدانت معظم الدول هذا الهجوم واعتبرته غير مقبول ويستهدف المدنيين.
ولكن هذا الموقف لا يمثل بالضرورة آراء الشعوب وبعض السياسيين، مثل البرلماني البريطاني جوناثان أشوورث، الذي أدان في بيان له، التحركات العدوانية للسلطات الإسرائيلية لطرد السكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
وقال في البيان: “لقد شعرت بالفزع الشديد من مشاهد القدس الشرقية، وعمليات الإخلاء، والاعتداءات على المسجد الأقصى”.
كما خرجت تظاهرات عدة في عدد من الدول الأوروبية، مثل تلك التي حصلت في بريطانيا وألمانيا والدنمارك والنمسا وإيطاليا تضامنا مع الفلسطينيين في مواجهة اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
الموقف الرسمي الأوروبي أصبح أكثر ضعفا وعرضة للانتقاد مع ازدياد أعداد الضحايا المدنيين في غزة، وتصاعد الاحتجاجات والتظاهرات في العديد من العواصم الأوروبية المنددة بالعدوان الاسرائيلي على غزة.
لقد أدت انتفاضة القدس والمقاومة الشعبية في كافة أرجاء فلسطين لإحياء التضامن الشعبي العالمي والغربي، ما أدى لإحراج الدول الأوروبية وأمريكا بدعمها المنحاز لإسرائيل ووضع القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية من جديد.