جاء في الأخبار أن ما نسبته 2% من المرضى المخدرين يفيقون من البنج أثناء إجراء العملية الجراحية . ولكنهم رغم الشعور بالألم لا يستطيعون التعبير عن حالتهم النفسية سواء بالصراخ أو الصياح . وهذا هو حال المفاوض الفلسطيني وداعمه العربي الذي أدمن المفاوضات للحد الذي شكلت له أنبوبة اكسجين قد يموت في حال رفعها عنه. جولات مكوكية من المفاوضات المباشرة بين أبومازن وأولمرت . عناق وخناق وود وجفاء ... خطوط عريضة وأخرى رفيعة .. ولكن النتيجة صفر مكعب . أما الآن وبعد حالة الافلاس العربية والفلسطينية بدأت الخارطة السياسية تشهد تحولات جديدة في التكتيك . بدلاً من مفاوضات مباشرة ، مفاوضات غير مباشرة . وبدل من قرار فلسطيني لحاف عربي . وهكذا امتثل متشل لقواعد اللعبة الجديدة. وها هو رايح جاي بين رام الله والقدس الغربية . يحظى ببوسة من صائب عريقات . وهزة كتف من ناتنياهو . ويقول أحد الخبثاء بأنه قد استمع الى ما دار بين صائب ومتشل من جهة وبين ميتشل وناتنياهو من جهة في جولته الأخيرة:
صائب : كيفك متشل .. انشاءالله حامل أخبار جديدة ؟
ميتشل : والله يا صائب ما تمكنت ... مبارح كنت تعبان .
صائب : هل نتنياهو مستعد لوقف الاستيطان ؟
ميتشل : وضعه صعب .. الله يكون بعونه .. عنده حكومة يمينية بتلوي ذراعه . وأنتم خير من يقَدر الأمور.
صائب : شو مطلوب منا .؟
متشل : طولة الروح وطولة البال .. ان الله مع الصابرين .
صائب : جماعة المقاومة بزاودوا علينا .. الله يخليك ويخليلك وظيفتك ... ساعدنا في الحصول على أي شيء .
متشل : انشاء الله .. انشاء الله .
وغادر ميتشل للقدس الغربية ........
نتنياهو : أهلاً ابن العم
متشل : أهلاً بالحبيب .
نتنياهو : كيف أعصاب الجماعة .؟
ميتشل : تعبانة عالآخر .
نتنياهو : كم مستوطنة نبني حتى نجلطهم ؟
ميتشل : أنت خبير يا نتنياهو .
نتنياهو : بقولوا كلنتون مريضة ؟؟
ميتشل : معلمتي زي البومب .
نتنياهو : بنشوفك بكرة .
هذا تصور لسيناريو المفاوضات . نحن الأمة الوحيدة التي لا تكل ولا تمل من التنديد والوعيد . والاستنكار والاستكبار واسخدام الشَدة وهرس الكلمات تحت الأسنان . ولكن لا نسأل أنفسنا عن الحصاد .
الفلاح يبذر الحبوب ليحصد ، والنسر يهبط على الارض ليلتقط فريسته، والأفعى تصنع جحرها صيفاً استعداداً للشتاء . ونحن ماذا عسانا فاعلين ؟
على ماذا نراهن . على قوتنا أم على شهامة أمريكا أم على مروءة نتنياهو . يا عالم غنوا معنا .:
متشل رايح .... متشل جاي
مثل الطنجرة ... بلا غطاي
فيها ميَ .... على النار
بعد شوي بتصير بخار
بنرجع نعيد ... وهو يزيد
واحنا نردد ... من جديد
يالله يا متشل خليك حديد
شهر ورا شهر وراتبك يزيد
والعورة بتظل عورة ..
لو ركبولها عيون حديد..
وتحــيــــــا المفــاوضـات .