فلسطين ومقدساتها قلب الأمة النابض وشريانها الحيوي وهي محور الصراع مع العدو الصهيوني الجبان وان كانت الأمة العربية قد خذلت فلسطين بمواقفها وصمتها عن جرائم الاحتلال واختبائها خلف الجدران الا من تصريحات واهية تبغى بها رفع العتب الذي لا يرفع ولا يقبل لها عذر ولا تبرير بل ان التندر والاستهجان والاستغراب هو الذي يحيط بمواقفها بعد أن انسلخت عن عروبتها وابتعدت عن عقيدتها فوقفت متفرجة وربما لا يطيب لها هذا الصمود والكفاح الفلسطيني المنقطع النظير.

لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

اخترق العدو الصهيوني في عدوانه الغاشم كل العهود والمواثيق الدوليه ولم يحترم الاتفاقات الثنائية ولم يرحم امرأة او طفلا او شيخا مسنا وارتكب كل أنواع التنكيل والتعذيب والغطرسة عندما رأي ان الشعب الفلسطيني يقف وحده في المواجهة دون عون او مساعدة او دعم.

ولكن رجال المقاومة بعقيدتهم وارادتهم وصمودهم سطروا أروع الأمثلة في الكفاح والتصدي سندهم في ذلك شعبهم الأبي الذي لا يملك الا الأيادي والحجارة والصوت والعزيمة التي لا تقهر.

فكان الرد حاسما وقاسيا ومزلزلا لا يهاود ولا يبالي ايا كانت النتائج ومهما بلغت التضحيات وقدم الشهداء من قادته وعناصره وأفراده بالمئات دون الالتفات إلى الخلف لحظة واحدة فكانت ملحمة بطولية دونها التاريخ باحرف من نور وتراكض العدو الغاشم الجبان إلى الملاجئ بصيحات الخوف والفزع تحت وطأة صواريخ المقاومة الجبارة وتهاوى العدو وفشل في تحقيق أهدافه ولجأ إلى ضرب المدنيين والابنية الفارغة واعتدى على الآلة الاعلامية وقتل الصحفيين المحميين بحكم القانون الدولي وخرق كل الاعراف والقوانين التي تحمي الصحافة والاعلام باساليب همجية تعبر عن افلاسه وتقهقره وضعفه.

لم يكن العدو الصهيوني يتوقع ان تكون المعركة بين طرفين وإنما كان يريدها من طرف واحد فإذا هو يلملم جراحه ويئن من خاصرته ويبحث عن الدعم من أنصاره العلنيين والسريين ليخرج من هذا المأزق بماء الوجه الذي افتقده عنوة وصراحة وراح يتخبط في عدوانه كالأعمى وهو بصير.

ان هذه المعركة ستسفر عن نتائج باهرة ونصر مؤزر وستغير مجرى الصراع وسيحسب العدو الف حساب للمقاومة وسيضطر إلى تغيير منهجه في التعامل مع هذه القضية العادلة رغما عنه وانصياعا لمنطق القوة والارادة والعزيمة وستفتر همم الصامتين وسيلوذون بالكآبة والصمت.