تتعرّض مجموعات كبيرة من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي لحملات قمع ليس من الاطراف المُعادية أو مِنْ مَنْ يُختلف معهم في الفِكر و الانتماء و المبادئ , بل من إدارة و مسؤولي هذه المواقع العالمية , و هنا يُطرح السؤال التالي ...
أين حرية الفِكر و الإنتماء التي تتغنّى بها الدول الغربية التي صنعت و ورّدت لنا هذه المنصّات ؟
أيعقل أن تصبح القضية الفلسطينية التي يساندها ليس العرب فقط على إختلاف عقائدهم و أديانهم, بل حتى كل إنسان ضميره حيّ ومنطقي قضية إرهاب أو مجموعة تُخرّب حياة مواطنين آمنين عُزّل!
فما يلبث الشخص أن يُعبّر عن تضامنه مع الأهل في فلسطين عموما وغزة على وجه التحديد حتى ترسل له إدارة الفيسبوك برسائل تهديد أو لفت نظر تمهيداً لغلق الحساب!
ما هذا الجمود والإنغلاق! أين حرية التعبير التي تتغنّون وتعايروننا بها؟
كيف أصبح القاتل والمُغتصب والسارق والحارق ضحية في نظركم؟!
من المعيب أن لا تسمحوا حتى بطرح رأي وحجة ودلائل الطرف الآخر وكأنّكم عُميان نظرتكم أحادية لا ترون إلّا دموع الصهاينة متناسيين بحوراً من دماء أطفالٍ سلبت أرواحهم أيّام العيد.
تدعمون الطفولة كذباً بينما تحجبون صورا لاطفال لم يقترفوا شيئاً سوى أنّهم ولدوا على أرضهم الأصلية و الأصيلة!
للأسف نحن العرب لم نبذل جهداً لإنشاء منصّات لنا، فحتى نحن قد لا نتقبّل الأراء الاخرى، لكن في ما يخصّ القضية الفلسطينية والاحداث الدائرة الآن، لا يوجد أدنى اختلاف على التوحد عليها, حتى الجيل الذي ظننّاه بعيد عن الساحة السياسة أثبت بأّنّ حبّ فلسطين قد فاق أي تصوّر.