إذا الشعب يوما أراد الحياة ..
د. يحيا خريسات
15-05-2021 12:38 AM
هم الخارطة وهم بوصلة التحرر، هم مصدر السلطات وهم الوعد والغد، هم آخر حصن للكرامة وعنوان المجد وصناعه.
فلطالما كانت الشعوب النابضة بالحياة فارضة نفسها مجبرة الآخرين على احترامها، وترسم لنفسها خارطة طريق تتناسب مع موقعها وحجمها، فالتغيير وإثبات الذات يأتي دائما من الداخل ومن قوة هذا الشعب او ذلك على إثبات كيانه وإجبار الآخرين على التعامل معه بما هو أهله.
قضية العرب والمسلمين وقبلتهم الأولى... قضية فلسطين والقدس، مرت بفترات متعددة من الشد والجزر، وعول البعض على ذاكرة الشعوب القصيرة، وعلى قدرته في التغيير الفكري والتعايش مع الجيل الجديد الناشئ بعد أن هجر الجيل القديم، صاحب الأرض والمفاتيح، ليتفاجىء وهو والعالم بأسره بأن هذا الشعب نابص بالحياة، ويستمد قوته من صلابة أرضه وعمقها التاريخي، والذي وعلى ترابه تلاقت الجيوش وحصدت الأرواح.
تعتبر أرض فلسطين أرض معظم الديانات السماوية وعلى أرضها عاش ومازال يعيش ممثلوا جميع الديانات السماوية، وعاشوا كشعب واحد تحت الحكم العربي الإسلامي، ولم يشعر اليهودي نفسه عندما جاء من شتات الأرض بأن العرب والمسلمين دعاة حرب وعنف بل هم أحسن الجوار، فكان لهم ما للعرب وللمسلمين وعليهم ما عليهم، حتى ظهرت الحركة الصهيونية وبتواطىء غربي وبدعم مالي وعسكري، تمكنوا من احتلال بعض الأرض، ولكنهم لم يستطيعوا تطويع هذا الشعب أو كسر عزيمته.
إن قوة المرابطين في القدس وأكناف بيت المقدس تنبع من إيمانهم القوي بوعد خالقهم وبأنهم أصحاب هذه الأرض، ولا بد أن يستجيب لهم القدر.
المستعرض لقدرة هذا الشعب رغم الحصار القاسي في تحويل التحديات لفرص والفاقد لرصيد، يدرك أن هذا الشعب نابض بالحياة ولا يهزم ولا يهمه من خذله حتى يحقق الله وعده بالنصر والفتح الذي عسى أن يكون قريبا.
وتبقى القدس مهبط الفؤاد ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وفي بيت لحم مولد المسيح عليه السلام، وفي فلسطين أرض الأنبياء وأرض الحشر، نصرهم الله وثبت أقدامهم، وبعون الله فالنصر قريب.