منذ ثلاث وسبعين عام والقضية الفلسطينية حاضرة في صراع تاريخي بين مد وجزر ، تغيب حينا وتحضر في كل الاحيان ، عنوانها شرعية تاريخية دينية وقانونية دولية ، وفي عنوان اخر صمود ومقاومة اهلها والمؤمنين بها ، مقابل عنجهية وعنصرية الكيان المغتصب الذي هود هويتها وشرد اهلها ، وتعالى على كل خيارات السلام .
واليوم فصل آخر من فصول الصراع يفرض اجندته المقاومة الفلسطينيه في محاربة تهديد التهويد حي الشيخ جراح في القدس ومحاولات استكمال مشروع الاغتصاب التي يتصدى لها كامل الداخل الفلسطيني وانتفاضة اهل غزة الناصرة للقدس وللحق الفلسطيني ، وسياسة نشطة ما غابت لحظة من القيادة الاردنية الرئة التي ما تزال يتنفس منها الحق الشرعي والتاريخ، ينقلها الى مؤسسات التأثير والقرار الدولي بكل السبل المتاحة.
اما القراءة السياسية في اشعال فتيل ازمة الشيخ جراح وغزة فهي تعود إلى اسلوب تقليدي بات مكشوفا من حكومات الكيان الاسرائيلي اليمينية ومنها حكومة نتنياهو الذي يفتعل حروبا أو حملات عسكرية تصب في صميم الأمن القومي، وذلك في سبيل إنشاء حالة من الخوف والهلع بين الإسرائيليين، وفي هذه المرحلة ومع فشله بتشكيل حكومة، واحتمال نجاح المعسكر المناوئ في الإطاحة به وتشكيل حكومة بديلة، يتجه للحرب على غزة بعد فشله بالتصعيد بالقدس والأقصى، بل ربما يذهب ابعد الى تتزين الموقف مع الملف النووي الإيراني .
نتنياهو في هذه المرة يخسر اكثر واكثر ويغرق في مسلسل الفشل مع فقدان الثقة به من الداخل العربي امام مشاهد افتعال احداث الاقصى المبارك وكثير من الاصوات المعتدلة والمنافسة له في كتلة التغيير ، ويسبق احداث اليوم تهم الفساد التي تلاحقه وعائلته ، وغياب الدعم المطلق الذي اعطته اياه ادارة ترامب الذي خرجت من الادارة الأمريكية في مشهد مثير ، وهو يعيش سيناريو مكرر يبدو انه رسم نهايته السياسية بيده ، وتصدير الازمات لن يكون الحل طوق النجاة بعد تكرار فشله في السنوات الاخيرة ، وستكون الايام القادمة شاهدنا على ما نقول .
*mamoonmassad@hotmail.com