عيد بطعم آخربلال حسن التل
13-05-2021 11:58 PM
اليوم عيد، والعيد يحمل معنيين، أولهما أنه عبادة سنها لنا رسول الله عليه السلام، الأجر والثواب لمن مارسها ، وثانيهما أنه جائزة يفرح بها المؤمن، لأنه تمكن من أداء عبادة الصوم بنجاح، يتعاظم بتعاظم استيعاب معاني رمضان، ومقاصد صيامه، وعدم الوقف عند شكل عبادة الصوم بالامتناع عن الطعام والشراب فقط، فلعبادة الصيام مقاصد أبعد من الامتناع عن الطعام والشراب بكثير، فآفة الكثيرين أنهم يأخدون من الدين مظاهرة، ومن العبادات شكلها وحركاتها، دون أن يستوعبوا أهدافها ومراميها ومقاصدها، ومنها عبادة الصوم التي تمثل بمقاصدها مدرسة تربوية متكاملة، تهدف إلى بناء القوة النفسية للإنسان، من خلال تدريبيه أولا على لجم شهوات النفس، ماتعلق منها بالبطن أو الفرج أو هوى النفس، وهذه كلها ليست من مداخل الشيطان فقط، ولكنها أيضا مداخل لكل نوازع الضعف البشري، وقد علمنا تاريخ الإنسانية كيف سقطت دول ومجتمعات، عندما غرقت بالشهوات التي أضعفت مناعتها النفسية وقتلت روحها المعنوية، كما يعلمنا واقعنا المعاصر كيف تسعى قوى الاحتلال والاستكبار لإغراق المجتمعات التي تستهدفها، وخاصة العناصر الشابة والقوى الحية في هذه المجتمعات، في الموبقات كالمخدرات والجنس لاستلاب اردتها، ولذلك كانت وصية رسول الله لاتباعه بالصوم حتى في غير رمضان، للسيطرة على شهوات النفس وتعظيم مناعة المجتمع النفسية وروحه المعنوية، لذلك كان رمضان شهر الفتوحات الكبرى والانتصارات العظمى في تاريخنا الماضي، وهاهو يتحول في السنوات الأخيرة إلى شهر القدس، وانتفاضاتها المتتالية، والتي نعيش هذه الأيام في ظلال واحدة من هذه الانتفاضات التي تذكر من خلالها القدس كل المسلمين بأن مسرى نبيهم، ومعراجه أسير بيد أعداء الأنبياء، ولتذكر المسيحيين بأن مهد المسيح في يدي من سعوا لصلب المسيح. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة