كل عام وأنتم بخير… كل عام وأهلنا في فلسطين بخير… كل عام وأمتنا بعز وخير… وهنا إدعوا معي كثيراً، لعل الله ييسر امر هذه الأمة فتستيقظ بعد غفوة لا بل نومه لا بل سبات.
يا ألله… بكره العيد وبنعيد… وبنذبح بقرة سعيد… أغاني الطفولة، كنا نرددها كل عيد هي واهازيج بوهيمية أخرى… كنا أطفال وكان الفرح عفويا ومشروعاً… كانت التعريفه تفرحنا… وحفنة الفيصليه والمخشرم…وحبة التوفي المعتق من السنة الماضية ربما… ! ونطير فرحاً بحبة السلفانا(الشوكلاته الوحيدة ايام العز والرز)… وأذا وصلت العيديات قرشين، فالبذخ أن نشتري بسكويت غندور… أو سحبة بالونات أو دواحل… ولا تنسوا فرد الفقيع او الماء والباروده البلاستيكية… والفُريره والكثير الكثير من مراسم العيد الطفولية…والتي يصاحبها لبس بوط الصيني الجديد ابو إصبع إن وجد… ! وملابس العيد إن وجدت..! كان الفرح مشروعا وكأنه متلازمة الطفولة فقط…! لأنه منذ تلك الأيام وكلما كبرنا ونضجنا… غاب الفرح وعزت الإبتسامة والعفوية… ممنوع تفرح… الضحك بيقلل الهيبة..! الكشره ماركة مسجلة للرجوله..! وصاحبنا ذات الموروث في جيناتنا كلما تقدم بنا العمر… حتى صار شعبنا الأردني يوسم بالشعب الزعلان على رأي كاتبنا فخري قعوار… .
ما علينا… كنا نود أن نفرح او نتصنع الفرح… كنا نود أن نفرد الأبتسامة… ولكن… من حيث لا تدري تداهمك كل صنوف المنغصات والمشاكل والعوز الشعبي والوطني… ومع كل هذا انصحكم بالفرح والإبتسامة… .ولا تنتظروا وعود الحكومات بغدٍ أفضل… أو الخروج من عنق الزجاجة إياها… أو النهضة التي أضحت نكسه ولا حتى حكومة البولابيف والأرز المصري… إصنع الفرح إضحك وابتسم فالقادم ليس أفصل بجهود جهابذة التخطيط والإدارات الذين ندورهم أبا عن جد وكابراً عن كابر مع سبق الإصرار والتناحة والترصد، وكأن الأردنيات عقمن إلا من ذات الطبقة وذات العائلات، وكأنهم قدرنا المبرم رغم خيباتهم، ونتائجهم (الطشيه) حتى تاريخه..! ، مع ثقتنا بالله أن يكون غدنا أفضل… دون وعود الحكومات وفذلكاتها.
العيد هذه السنة مُثقل بكل صنوف العيد ولاعيد..! القدس وبطولة أهلها، غزه العز والصواريخ والتضحيات والشهداء وركام الأبراج وتشييع الشهداء، الكورونا وغزوتها وتنكيلها بكل أدوات الحياة، الحكومات لا لون ولا طعم ولا رائحة إلا رائحة التردد والتخبط والا فعل، الإقتصاد وتردي الأوضاع ووجع التاجر والعامل وقلة الحيله، التعليم والا تعليم عن بعد وعن المنصات وركاكة المشهد..! صورة رئيس وزرائنا التي داهمت أنفةَ الأردنيين وما زلنا نبحث… هل فعلا لأن الأردنيين لا يجدون السجاد، إمتداداً للأرز المصري والماء… وتندر الأردنيين… !.
رمضان كريم، فبعد أن قدرنا الله على صيامه وقيامه ندعوه أن يتقبل منا جميعا، مضى بثلاثين يوم وخلا من العزايم وبعض الطقوس إلا ما ندر وخالف الحظر… ! وها نحن في أول أيام العيد، رغم كل شيء ، سنُعيد (من غير بقرة سعيد) ونزور الأرحام والعيدية جاهزه لدى البعض ومع الخصم للنصف او أكثر لقلة ذات اليد وللتعطل وعدم وجود دخل…للبعض الآخر…، ورغم جروح العروبة وخذلانها ومنغصاتها… والنصر الفلسطيني المطعم برائحة الشهادة والركام والإحتلال، ورغم ضيق الحال والأحوال… دعونا نذهب للأصل لقرانا وأرحامنا… لنْقبل أيدي أمهاتنا ونعايدهن والأرحام، لندع الفرح يتنفس ولو بصعوبة بين دخان المنغصات، افرحوا وأفرِحوا غيركم ولو بعضاً من فرح… (فالكثيراً) قد لا تأتي… والعمر يمضي… والحال لا يمضي يجثم على صدرونا دون بارقة أمل بالتغيير…ولا تعولوا على وعود السياسيين وخاصه جماعتنا… فالمُجرب لا يجرب..! وبكل الأحوال… عيدكم سعيد…وتقبل الله الطاعات… . حمى الله الأردن.