مشروع الشرق الأوسط الكبير و البحث عن الهيمنة
د. عبدالله حسين العزام
11-05-2021 01:26 AM
يعتبر مشروع الشرق الأوسط الكبير محاولة لاعادة صياغة الخارطة الجيوسياسية للوطن العربي و نستطيع أن نقرأ بأن هناك إجماعا دولياً على أن منطقة الشرق الأوسط عادت نقطة تؤثر في الاستقرار العالمي ومن ثم تغيير هذه المنطقة أصبح يشكل ضرورة دولية.
المشروع التي تعود جذوره إلى هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الذي دعا إلى ما يسمى بكومنولث شرق أوسطي ليكون للكيان الصهيوني دور قيادي فعال سيما على الصعيد الإقتصادي، بدأ عملياته منذ مطلع التسعينيات عقب مؤتمر مدريد ١٩٩١ وبشكل خاص بعد توقيع اتفاق غزة - أريحا عام ١٩٩٣ تحت شعار مباحثات السلام، ضمن جهود الولايات المتحدة الأمريكية الهادفة إلى إقامة نظام إقليمي جديد للمنطقة، يصبح فيه الكيان الصهيوني مركز الاستثمارات والتكنولوجيا والتحديث و الخبرة والبحث العلمي والمصدر الأساسي المسيطر على مياه المنطقة علاوة على دمج اقتصاديات العالم العربي كإحدى الوسائل لتحقيق تعايش سلمي أو سلام متزامنا مع السلام الإقتصادي.
مشروع مارشال المستمر و الخطير يرتكز على إسقاط أسس ومرتكزات الدول العربية إضافة إلى إسقاط الأنظمة السياسية في الدول القوية و المؤثرة من خلال الحق في التدخل كما شاهدنا في العراق و صناعة الجوع وإيجاد بلاد بلا ملامح سمتها الخضوع للمركز و الأمثلة كثيرة!
أخيراً وفي ظل حالة التراجع السياسي والاقتصادي في المنطقة العربية وفي ظل ما نشاهده من اعتداءات على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، دعوة للأمة لتفيق من غفلتها وأن ترى الحقيقة بأن لا سلام ولا صلح مع الكيان الصهيوني، فاللهاث خلف الوهم والاستسلام والتطبيع لن يجلب سوى الخيبة و الندامة!