آخر مسمارٍ في نعش العروبة
فيصل سلايطة
10-05-2021 06:54 PM
سأستأذن من روح نزار و حروف قصيدته الدمشقية لأقول " أنا العربي لو شرّحتمُ جسدي لَسالَ منهُ حبُّ القدسِ و أقصاهُ "
فحبّ القدس ليس مرتبط بدينٍ أو مِلّة أو لغة، فأنا المسيحي الذي أفتخر بديني.
أعشق القدس بكامل تفاصيلها، بأقصاها و أبوابها، بقيامتها ومهدها أحبُّ مزيج الثقافات وعبق الحضارات التي مرّوا عليها، فكانت هي القدس سلّة من سلال التاريخ الغنيّة.
لكن أين هي القدس اليوم ؟ لمَ أصبح عنوانها الحرب و القِتال !أين العرب ! كل العرب، أين من يتغنّون بكرامتهم و عروبيتهم؟، أين من تجمعهم رسائل أبو الانبياء إبراهيم؟.
لا شيءَ يستطيع أن يُعبّر عن حجم الذل، و الحال الضعيفة التي وصلنا إليها، حتى التعبير عن المشاعر أصبحنا نستخسره في سبيل قضايانا الاساسية!
أهي موضة الحداثة التي أوصلتنا بفهمها الخاطئ إلى أن نتنصّل من مآسينا ؟ أو أننا تناسينا ما يؤذينا ؟ هل أخذت عجلة الدنيا السريعة وموجات الوباء تُلهينا عن كفاحنا؟
أصبحنا نعتاد على القتل و السحل، الاغتصاب و الضرب، حتى أصبحت بعض سويعاتٍ من السلام اغنية غريبة، أصبح الفرح في ديارنا أعجوبة، والنجاح أضحوكة نسخر منها.
أين من تربّوا على معرفة الحق , أين من شاهدوا و تألموا من لحظات محمد الدرّة الأخيرة ما يجري الآن في القدس هو دقٌّ لآخر مسمار في نعش العروبة , أخر مسمار في نعش المحبة و الوحدة العربية و الحلم في مظلّةٍ تأوي من يجمعهم حرف الضّاد.
ما يجري في هذه الأيام لا يرضي من لازال ضميره الانساني حيّاً , لكنّه بالتأكيد سيُفرح و يُشجّع مِنْ مَنْ باعوا ضمائرهم في سبيل لحظات من نشوة السلطة و القوة.
و لكن يجب أن يتذكّر الجميع بأنّ صفحات التاريخ لا ترحم.