كذّابٌ بكِتابٍ يَقرأُهُ و هُوَ أعمَى
د.يوسف صفوري
10-05-2021 02:23 PM
وكأنَّ التَّلاحُم واللِّحام أصبحا بنفس المعنى
مع عَظيم الفرق بينهما
حتى اللِّحام أصبحَ بالإيذاء
كمسمارٍ في الجِدار
و من ثِقَل المسمار قد حَقّ للجدار أن يُدَقَّ فيه
و سَكَنَت بساسِهِ الرّيح
و ليست إلا مجرد سنين و يَطِيح
ف مَمْداه
و كَأنّك مُحاط لكنك وَحيد
أو أنَّ الإحاطة أتَت ما بعد النّكبة
و النّكبة استمرت طويلا بالوحدة
حتى غدوت عديم الإحساس بغيرها
و كأنّ السّمعَ أصبحَ مُتعلِّقا بما هو بَعيد بَل بما هو وهْمِيّ بعد انقضاء الوقت حائلا لكينونته
كرَعدِ الغَيْمَة...
و كأنّ الشُّربَ أيضا آلَ بلا طعم كذِكْرِ دِيمَا
قد طاحَت في بطنِ اليَمْ
فليس لك إلّا أن تَحْلم
و كأنَّ الأحلامَ تَمَثّلَت بِنَجْمَه
حُبِسَت في غُرفَةٍ ظلمَا
قَد قُفِلَ عَلَيْها البابْ
و لَها حارسٌ كذّابْ
و في يَدَيْهِ كِتابْ
يَقرأُهُ و هُوَ أعمَى.