تمضي الايام الصعاب وتمر الساعات الضيقة على المقدسيين في شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك وتتعالى أصواتهم ويزداد صبرهم ويناجون الله طالبين النصرة ويتلقون بعيونهم وصدورهم رصاص العدو اللئيم المعتدي المتمادي الذي لا يجد من يردعه ولو بالاساليب الدبلوماسية لان لغة القتال والتصدي أصبحت محرمة عند من يرجى منهم العون و المساعدة لا بل انهم يسيرون في خطوط تجمعهم مع الصهاينة بالود والمجاملة والتطبيع وكان قدس المقدسات لا تعنيهم من قريب أو بعيد فموقفهم باهت متفرج وبائس وقنوط ولا يعنيهم منه شيئا.

لله درك يا قدس. ويا لصلاح الدين للقدس ويا عبدالله التل للقدس بعد أن ماتت المرؤءة وذهب الرجال وسادت لغة الذل وألهوان وترك المقدسيون وحدهم في اتون الحرب مع العدو الضروس.

كيف لرجال وصبيان عزل لا يملكون الا ايديهم او بضعة حجارة يدافعون بها عن أنفسهم وأداء شعائرهم امام غزارة رصاص العدو ودباباته وصواريخه وطائراته التي لا ترحم بينما تقف الجيوش المجحفلة من أبناء جلدة المقدسيين ساكنة لا تتحرك لان المسؤولون عنها جعلوها للاستعراض والاحتفالات وقمع الشعوب.

ولكن وعلى الرغم من واقع الحال وسوء الأحوال فان صمود المقدسيين َواصرارهم على حماية الأقصى من دنس الصهاينه يؤكد من جديد أن مواجهة الصهاينه لن تكون بالعدة والعتاد وإنما برجال مؤمنين وبعقيدة صادقة وعزيمة صابرة ستوفر لهم النصر ان شاء الله.