إذا قرأت كل العبارات التي كتبت من أجلك يا قدس يا مدينة السلام؛ لحصلت على طهر ونقاء الكون عند بابك.
كلما جلس المرابطون هبت نسمات المسك العالق بعبق المكان، الذي أسرى إليه نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم–«سبحان الَّذِي أَسْرَىبِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ »..
للجيل الشبابي أسطر كلماتي عن القضية العادلة، التي ستبقى ما دام هناك أنفاس، ونبض في الشعب العربي الفلسطيني.
لقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967. ضمت المدينة بأكملها في عام 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
منذ عام 1956 كان يعيش ﻣﺎ مجموعه 37 عائلة فلسطينية في 27 منزلاً في حي الشيخ جراح. ومع ذلك ما زال المستوطنون اليهود غير الشرعيين يحاولون طردهم على أساس قانون وافق عليه البرلمان الإسرائيلي في عام 1970.
في السنوات الأخيرة تم إخلاء فلسطينين ثلاثة منازل في حي الشيخ جراح، بعد قرارات محكمة إسرائيلة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
القضية العادلة للشعب الفلسطيني سوف تنتصر طال الزمان، أو قصر.
ندين بقلوب يعتصرها الحزن الهجوم على المسجد الأقصى، القبلة الأولى ونشعر بالحزن الممتزج بالغضب من الإخلاء القسري للمواطنين الفلسطينيين من بيوتهم.
لقد تظاهر الفلسطينيون في القدس خلال الأيام الماضية تضامنا مع سكان حي الشيخ جراح، وسط مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية.
الإصابات طالت العديد من الأشخاص في الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وباب العامود بالبلدة القديمة،وحي الشيخ جراح، وهم يقاومون الصلف الإسرائيلي المعهود.
الفرسان من شباب وشابات وقفوا بعزة وكبرياء كالنسور، هم الروح،والصوت لكل إنسان عربي يقول:» لن تملكوا ما ليس لكم، القدس أيقونة ثمينة سندافع عنها بالأرواح.
المشهد في مدينة القدس، منذ مطلع شهر رمضان المبارك، لم يتغير، مداهمات، ومناوشات بين الشباب الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، بسبب محاولات الأخيرة منع التجمعات والنشاطات الرمضانية السنوية في وسط المدينة، رغم أن «هذه المداهمات هي «انتهاك قانوني واضح لوضع المسجد وضد الأعراف القانونية العالمية».
موقفنا في الأردن كان دائما ثابتاً. يوجه البوصلة جلالة الملك عبد الله الثاني بخطاب واضح غير قابل للتأويل: «القدس خط أحمر».
ولقد وصف الصفدي وزير الخارجية الأردني ترحيل إسرائيل لأهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة بالجريمة التي يجب على العالم منع حدوثها.
الكلمات لا تتسع للحديث عن مكانة القدس في القلوب، والنفوس الأردنية العربية.
هي حكايتنا التي نرويها للأجيال،
نسمع صوت المقدسي يردد: «لن أغادر منزلي وأرضي، القدس لنا» فنردد معه، الله أكبر يا قدس يا مدينة الصلاة.
(الرأي)