قراءة تحليلية وإعلامية لزيارة الملك إلى بلجيكا
د. غازي القظام السرحان
08-05-2021 07:09 PM
تابعت وسائل الإعلام البلجيكية بقدر كبير من الاهتمام الزيارة الملكية الخاطفة التي قام بها الملك عبد الله الثاني"عاصمة أوروبا " أو ما تسمى " ساحة المعركة في أوروبا " " بروكسل العاصمة البلجيكية . وقد تناولت العديد من وسائل الإعلام والصحف ومحطات التلفزه البلجيكية الملفات التي حملها الملك من عمان إلى بروكسل وتناولها خلال اللقاءات التي أمضاها الملك مع القادة البلجيكيين ومسئولي الناتو واستمرت عده ساعات . مثلما تابعت وسائل إعلام امريكيه وإسرائيليه وفرنسيه ومصريه بشكل خاص هذه الزيارة وتناولتها بالتحليل في حين لم تتناولها وسائل الإعلام ألمحليه الرسمية والخاصة إلا بالنزر اليسير من ألتغطيه والتحليل .
الأربعاء 5/5/ 2021 حطت طائره الملك الصغيرة صباحا في مطار بروكسل القريب من الميدان الكبير حيث كنيسة القديس ميخائيل ومبنى الاوتونيوم في زيارة مفاجئه وغير مبرمجه عبر عنها مراقبون أنها زيارة استثنائية عاجله وأنها تكتسب أهميه قصوى من حيث ألوجهه والهدف والتوقيت لدوله تعتبر أعلى مستوى أوروبي وتمثل ثيرمومتر السياسة العالمية حيث تعتبر بروكسل مركزا لمنظمات كثيرة مثل الناتو والاتحاد الأوروبي
وسائل إعلام بلجيكيه وعلى رأسها صحيفة le-soir تناولت بالتحليل العميق فحوى الزياره مستنده على المؤتمرات الصحفية القصيره التي عقدها الملك بعيد لقاءاته مع كل من ملك بلجيكا لويس فيليب ليوبولد ماري والأمين العام لمنظمه حلف شمال الأطلسي " الناتو" يانس تستونبيرغ ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسه المفوضية الأوروبية اورسلا باندرولاين . يقول محللون أن زيارة الملك تناولت العلاقات الثنائية بين الأردن وبلجيكا والاتحاد الأوروبي والتأكيد على صحة الشعوب وسلامتها في اشاره إلى جائحة كورونا وتعزيز الأمن والاستقرار في العالم , كما تم خلال المحادثات استعراض الجهود ألدوليه في الحرب على الإرهاب,وتعزيز الشراكات ألاستراتيجيه والاقتصادية والاستثمارية بين الأردن وكلا من بلجيكا والاتحاد الأوروبي , كما ان الزيارة تجيء بالتزامن مع ما يحدث في القدس ومحاولات المستوطنين السيطرة على بوابات المسجد الأقصى وأنها أول زيارة خارجية للعاهل الأردني بعد الأحداث التي وقعت بالاردن مؤخرا . الملك ووفق مراقبون اطلع القادة والزعماء الأوروبيين على التجاوزات الأسرائيليه التي يمكن ان تكون لها تداعيات على السلم والاستقرار بالمنطقة , وبحسب رأيهم ما يؤكد أن الملك يقود حراكا دوليا في مسعى للضغط على إسرائيل بالتوقف عن سياستها الاستفزازية في القدس والمقدسات سيما أن الأردن يعتبر الراعي الديني للمقدسات الأسلاميه والمسيحية في فلسطين وانه يقود الرعاية الملكية الهاشمية على المقدسات . أيضا يقول المحللون أن منطقه الشرق الأوسط بما فيها الأردن تشهد متغيرات وتقاربات وتباعدات في وقت فتح الأردن حدوده مع سوريا والعراق وحاجه الأردن للدعم الأوروبي سيما أن الأردن يتواجد على أراضيه لاجئين سوريين وعراقيين ويمنيين وليبيين وجنسيات أخرى وليس بمقدوره أن ينهض لوحده بتداعيات موجات اللجوء تلك .
لقيت زيارة الملك إلى بروكسل وهي المصنفة ضمن المدن الأكثر أهميه بالعالم مثل طوكيو باليابان ولندن في بريطانيا ونيويورك في الولايات المتحدة وباريس في فرنسا لنجاحها في استضافتها الاجتماعات الأوروبية على مستوى الاتحاد الأوروبي وكمركز حكم دولي وتجاري تأكيدا من قاده الاتحاد الأوروبي على دعم استقرار المملكة
والملك كما يصفه مراقبون يتمتع بالحكمة والفطنة والذكاء السياسي ويعي كيف يخاطب الأوروبيين وهو مرحب به دوما في الدوائر الغربية ما يدلل على ذلك أن الملك له خطاب سنوي بالاتحاد الأوروبي حيث يحرص معظم قاده أوروبا والسياسيين والبرلمانيين وكبار الصحفيين بالاستماع له كما تربطه علاقات وطيدة بمعظم صناع السياسة في أوروبا .
أعرب الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه بلجيكا ودول الاتحاد الأوروبي للمملكة في كافه المجالات , وأشاد القادة البلجيكيين ومسئولي الاتحاد الأوروبي بجهود الأردن في التصدي لجائحة كورونا وثمنوا حرص الأردن على حمله اللقاحات للاجئين على الأراضي الأردنية معربين عن دعم الأردن في جهوده للتعامل مع جائحة كورونا , وأشاروا خلال المباحثات إلى أن الأردن يعتبر ركيزة أساسيه في استقرار المملكة .
جيمس اناتوري نائب مساعد الأمين العام لحلف الناتو للشؤون السياسية والشؤون الأمنية قال أن الشراكة التي تربط الأردن بالناتو من أقوى الشراكات في العالم وان الأردن ضمن 5 أفضل دول شركاء لنا في منطقه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا , لافتا انه وبموجب هذه الشراكة سيتاح لهذه الدول بما فيها الأردن فرص محسنه ومشيدا بدور الأردن في تعزيز معرفه الاتحاد الأوروبي بالأوضاع السياسية وكونه خبيرا بشؤون المنطقة وان للأردن دورا قياديا ومثاليا في المنطقة ونثق بدوره .
نائب رئيس مفوضيه الاتحاد الأوروبي "الناتو" أكد أن الناتو قدم دعما عمليا لمركز الأمن وأداره الأزمات وسنوفر مزيدا من الدعم لضمان تجاوز الأردن لجائحة كورونا .
نبيلة ماس رالي ألمتحدثه باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية أكدت إن الأردن يعتبر قدوه في المنطقة وان زيارات الملك تجسد مستوى التعاون والعلاقات المتميزة بين الأردن والاتحاد الأوروبي وان اجتماعات الملك ستسمح للطرفين باعاده التأكيد على التزامهما بالشراكة وفرصه لتبادل وجهات النظر والتعاون الثنائي وجائحة كورونا وتوفير اللقاحات لمواجهتها وقضايا إقليميه مثل السلام بالشرق الأوسط وسوريا والوضع الأمني في الخليج .مشيره إلى أن الاتحاد الأوروبي يرتبط مع الأردن بعلاقات تمتد لأكثر من 40 عاما توسعت خلالها الشراكة بشكل كبير وهي علاقات قويه وودية وان الاتحاد يؤكد المضي قدما في تعزيز مسيره التطوير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ودعم استقرار الأردن على المدى الطويل , وبينت أن للأردن دور بناء في حل الدولتين المبني على الاتفاقيات الدولية .
وتناول مراقبون إلى أن بلجيكا كانت قد أعفت الأردن من ديون عسكريه تقديرا لدور الأردن على مستوى المنطقة والعالم وان الأردن تلقى دعما بقيمه 3 مليارات يورو لدعم الأردن لاستضافته اللاجئين السوريين على أراضيه منذ بدء ألازمه السورية , كما ان الأردن يرتبط باتفاقيه ألتجاره الحرة مع الاتحاد الأوروبي وان الأردن يسعى إلى عقد منتدى استثماري سياحي لدعم فرص الاستثمار بين البلدين وفتح أسواق للمنتجات الأردنية وأشاروا إلى أن الملك عبد الله الثاني ما يزال خطابه الشهير في جامعه لوبان الكاثوليكية في أيار عام 2016م أمام طلبه ألجامعه والأكاديميين والباحثين فيها تلك ألجامعه التي أنشأت عام 1425 م وتعتبر من أقدم واعرق الجامعات في العالم له صدى في الأذان حينما أكد الملك أن تفجيرات بروكسل وباريس ليست من أخلاق الإسلام موضحا أن رسالة الإسلام عي التسامح والسلام والاعتدال لافتا إلى انه قبل أكثر من 1000 سنه من اتفاقيات جنيف كان الجنود المسلمون يؤمرون بعدم قتل طفل او امرأ هاو طاعنا بالسن أو كاهنا وآلا يلحقوا الضرر بكنيسه أو يقطعوا شجرا .
وسائل إعلام أمريكية ومصريه وإسرائيليه أكدت أن زيارة الملك عبد الله الثاني لبلجيكا في هذا التوقيت تحمل في طياتها ملفات مهمة سيناقشها الملك على طاوله الأعمال ومنها محاولات المستوطنين السيطرة على المسجد الأقصى ومحاوله الملك الحصول على دعم اقتصادي لبلاده والذي يعاني من انتكاسات خطره بسبب جائحة كورونا كما ان الزيارة تجيء للتأكيد بأن الأردن ما زال قادرا على الاضطلاع بدوره الهام في منطقه تعج بالأحداث والتطورات المتسارعه وبأنه ما يزال يملك مفاتيح كثير من القضايا ذات العلاقة بالسلم والأمن الدوليين.